وكالة قاسيون للأنباء
  • الخميس, 19 سبتمبر - 2024
austin_tice

هل حانَ موعد زوال المافيا الحاكمة في سوريا؟

<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>إبراهيم نمر </strong></span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify">&nbsp;</p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">في &laquo;بحبوحة&raquo; غير مسبوقة، عاشت الأنظمة ومافياتها؛ وأجهزتها الأمنية؛ والعسكرية طوال عقود من الزمن في رأس الهرم السلطويّ، ووصلت الأمور إلى حد لم يعد مقبولاً في جميع المقاييس، وخصوصا في العقد الأخير من عمر الأنظمة، التي اتبعت سياسة إفقار معظم فئات الشعب، وتهميش الأرياف؛ وبالتالي أحكموا قبضتهم على كل شيء، وتركوا خلفهم نظريات الدولة الراعية للخدمات، أو ما يسمى (قطاع الدولة، والعام) وانتقلوا إلى المرحلة القصوى من الاقتصاد الحر (اقتصاد السوق الرأسمالي).</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">تعتبر سوريا من أسوأ الأنظمة- على الإطلاق- ودون منافس في هذا المضمار، إذ بدأ الاقتصاديون فيها يخططون لانفتاح تام على السوق العالمية، عبر تحرير الأسعار، وإنهاء دور الدولة الإشرافي. ومنذ مجيء الأسد الابن إلى السلطة عام 2000 بدأت الخطوات متسارعة نحو التوجه للسوق المفتوح، ولبرلة الاقتصاد من خلال إنهاء؛ وإنهاك القطاع العام &laquo;الدولة&raquo; على قلته... والتأسيس للتحول إلى الاقتصاد ذات الطابع الريعي من خلال زمرة من رجال الأعمال؛ والاقتصاد ظاهره كان مشكلاً من البورجوازية الدمشقية والحلبية أيّ &laquo;تجار حلب ودمشق&raquo; وباطنه؛ وأساسه غير ذلك تماماً، أيّ أن هؤلاء كان ينحصر دورهم في إظهار الانتقال السلمي من الاقتصاد المغلق إلى السوق المفتوح مع بعض الاستثمارات هنا وهناك، وكانت معظمها مع دول الجوار، أو بعض الدول الخليجية، التي كانت أعداء النظام في السياسة، وأصدقائه في الحضن الاقتصادي.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">&nbsp;وبالعودة إلى من كان يتحكم باطنياً، فإن أبسط المهتمين بالشأن الاقتصادي كان على درايةٍ أن مافيا اقتصادية من أقرباء &laquo;الرئيس&raquo; والمقربون منهم، وعلى رأسهم نجل خاله وآل مخلوف &laquo;رامي مخلوف&raquo; والأخوين &laquo;شاليش&raquo; وأشباههم من خلال شركة الشام القابضة وغيرها، ولم يبق في قاموس الدولة الراعية للاقتصاد &laquo;المغلق&raquo; القديم من بقايا الأسد الأب سوى قطاع (الماء، الكهرباء، والهاتف) وهي أيضاً في طريقها للخصخصة، بعد إطلاق الرصاص على قطاعيّ الصناعة والزراعة، والحديث يطول حول كيفية إنهاء هذين القطاعين لمصلحة الانتقال للبرلة الاقتصاد.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">&nbsp;إن من ترك أسَّ الصراع، الذي هو اقتصادي - طبقي بامتياز، النابع من الوعي الاجتماعي، سيقع في فخّ التحليل، لأن أيّ تحليل سياسيّ سطحي للصراع، يجعل صاحبه يدور في دائرة مفرغة، والكثيرون من هؤلاء ما زالوا يلعنون &laquo;الربيع العربي&raquo; ويريدون إعادة عقارب الساعة إلى الوراء لكن هيهات...</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">الثورة التي أسقطت&nbsp;كل أصحاب المزايدات الكلامية، والسطحية؛ وظلت صامدة، أضحت مع الظروف والوقائع تشير إلى الاقتراب من الهدف الأول، الذي قامت الثورة من أجله وتحت شعار &laquo;الشعب يريد إسقاط النظام&raquo; والأهداف الأخرى ستتبلور تباعاً، إن أدرك السوريون- كما البداية- ماهية ما يرسم لهم!!.</span></sup></span></p>