مشاريع إيران الاقتصادية في سوريا .. حسينيات مستقبلية*
قاسيون ـ عادل قطف
ينظر الكثيرون للمشاريع الاقتصادية التي تطلقها إيران في سوريا ، على أنها سوف تتحول لاحقا إلى "حسينيات" ، لتقود عمليات التبشير بالمذهب الشيعي ، الذي أقصى ما تطمح إليه إيران من تدخلها في سوريا .. ففي الوقت الذي تتنازع فيه القوى والدول الإقليمية والكبرى على اقتسام الأرض السورية ، نرى إيران تبتعد عن هذه القسمة ، وتنأى بنفسها عنها ، لأنها سلفا أعلنت أنها تريد المجتمع كحصة لها من سوريا ..
ومنذ بداية الثورة السورية في العام 2011 ، أرسلت إيران رجال دين شيعة إلى جانب الميليشيات العسكرية المقاتلة ، وكل منهم ذهب باتجاه .. رجال الدين نحو مناطق النظام والموالاة للتبشير ، والمقاتلون إلى الجبهات في مناطق المعارضة ، حتى إذا ما استطاعت السيطرة عليها بمساعدة جيش النظام ، أدخلت إليها "المبشرون" .
أما الاقتصاديون ، فقد تأخرت إيران كثيرا في إرسالهم إلى سوريا ، ويمكن القول إنها حتى اليوم لاتزال تتردد في إطلاق مشاريع إقتصادية لـ "وجه الله تعالى" ، لأنها اعتادت أن توظف كل امكانياتها في خدمة مشروعها الأوحد في المنطقة ، والذي هو نشر المذهب الشيعي فقط .
من هذه المشروعات الاقتصادية التي تحمل صبغة "تبشيرية" ، هو تأسيس شركات نفطية ، للعمل في دير الزور ، المدينة الأكثر نشاطا في هذه الأثناء ، للمجموعات الدينية الإيرانية … حيث تقول الأخبار بأنه خلال الآونة الأخيرة ، رخصت وزارة التجارة الداخلية لعدة شركات نفطية تعود ملكيتها لإيرانيين ، والتي كان آخرها هي شركة "لوبرا أويل" التي تعود ملكيتها لـ "سيد محمد رضا الموسوي" و"نسيم رضا الموسوي" وهما من الجنسية الإيرانية .. وسبق لوزارة التجارة الداخلية أن رخصت في وقت سابق لعدة شركات تعمل ظاهريا في مجال النفط ، لكنها فعليا تعمل كـ "حسينيات" ، للتبشير بالمذهب الشيعي .
وتأخذ المشروعات الاقتصادية الإيرانية التبشيرية أشكالا أخرى في باقي المحافظات ، تارة على شكل جمعيات خيرية ، وتارة أخرى على مشاريع تعليمية أو سياحية ، كتلك التي يجري العمل عليها في المنطقة الساحلية ، ومناطق ريف دمشق بالقرب من السيدة زينب .. فهي مشاريع تتميز بأنها ليست ذات عائدية اقتصادية كبيرة ، أو حتى بدون عوائد ، لكنها تهدف لاستغلال حالة الفقر التي يعانيها المجتمع السوري ، والنقص في الحاجيات الأساسية ، من أجل جذبه لمشروعها الطائفي تحت ضغط الحاجة المالية .
وأما النشاط الاقتصادي غير المرئي الذي تقوم به إيران ، هو في مدينة حلب وريفها ، الذي يقع فعليا تحت سيطرة مجموعاتها التبشيرية .. إذ أن النظام تقصد إفقار هذه المحافظة بعد سيطرته عليها ، وحاول حرمانها من كل المتطلبات الأساسية ، وذلك من أجل أن يسهل على إيران التغلغل داخل المجتمع وبأبخس الأثمان ..
ويقول سكان محليون في حلب ، أن نشاط المجموعات الإيرانية الخيرية ، يتكاثر تدريجيا في الأحياء الفقيرة ، الذي يأتي مترافقا مع المواعظ والدروس الدينية ، وإشعار الناس ، بأن استمرار هذا الفتات الذي يقدم لهم ، مرهون بمدى التحول في أفكارهم نحو المذهب الشيعي .
ويتحدث ناشطون من أبناء المدنية ، عن حالات تشيع كثيرة ، تحت ضغط الظروف المعاشية الصعبة ، حيث قامت إيران بافتتاح مدارس دينية في العديد من المناطق داخل حلب وفي ريفها ، مستغلة تعلق المجتمع هناك بالقرآن وحفظه ، من أجل نشر المذهب الشيعي ، وبالذات بين الأطفال منذ الصغر .
إذا إيران تعمل بعيدا عن الجعجعة التي نشاهدها اليوم بين الدول الإقليمية والكبرى ، على تقاسم حدود جغرافية داخل سوريا ، وهذا بالطبع ليس ببعيد عن الرغبة الأمريكية ، التي تطالب كل يوم بضرورة خروج قواتها العسكرية من سوريا .. لأنها على أرض الواقع لا تفعل شيئا ، وإنما تعطي لإيران كل الوقت ، لكي تبني مشروعها الطائفي على مهل .. وبعدها سوف تخرج إيران من سوريا ، لكن ليس قبل أن تترك لنا حزب الله السوري ، وأنصار الله السوري ، وكتائب عصائب حق وفاطميون وزينبيون من سوريين خالصين .. وعندها لا داعي لأن تتدخل بنفسها .