وكالة قاسيون للأنباء
  • الخميس, 21 نوفمبر - 2024

النظام وخيارات الانفتاح التجاري على روسيا وإيران

النظام وخيارات الانفتاح التجاري على روسيا وإيران

قاسيون ـ عادل قطف

يتطلع نظام الأسد إلى روسيا وإيران اليوم على أنهما باتا المنقذ الوحيد له في أزمته الاقتصادية، وذلك بسبب انعدام الخيارات أمامه بوجود أسواق أخرى يستطيع أن يؤمن من خلالها حاجياته وبما يبقيه على قيد الدولة.

وفيما بين هاتين الدولتين، يشكل العراق ممراً آمناً وطبيعياً بينه وبين إيران بالدرجة الأولى.. كما أن العراق سوق استهلاكية مضمونة للبضائع السورية وبالذات المواد الغذائية، وبالتالي لا يسعى النظام إلى عقد أية اتفاقيات معلنة معه..

إذاً، تبقى المشكلة الحقيقية للنظام هي في صياغة العلاقة التجارية الجديدة بينه وبين روسيا وإيران.. وهي علاقات لا يريد أن يكون فيها طرفاً مباشراً، أو علاقة بين دولة وأخرى، وإنما يدفع إليها رجال الأعمال ممن تبقوا حوله، بما يشبه المكافئة لهم من جهة، ومن جهة ثانية يعتقد النظام أنه كان يتنفس برئة واحدة سابقاً، والآن أصبح يتنفس برئتين، بعد انفتاح السوق الروسية أمامه.. وهو ما منحه فرصة للمفاضلة وإحداث التوازن مع السوق الإيرانية التي أرهقته خلال الفترة الماضية واضطر معها للقبول بكل ما كانت تقدمه إيران له من منتجات تالفة وخردة غير صالحة للاستهلاك.. وهي مسألة يمكن أن يقوم بها القطاع الخاص على أكمل وجه.

ولهذا فقد تم توجيه غرفة تجارة دمشق، بأن تكون هي المنسق لهذه العلاقات، حيث كشفت أنهم يقومون بتجهيز وفدين لزيارة روسيا وإيران بهدف البحث في العلاقة التجارية استيراداً وتصديراً، وبالذات البحث عن أسواق تصديرية للمنتجات الزراعية السورية، بالإضافة إلى بحث إمكانية إنشاء معامل ومصانع هناك..

وتتوقع الأوساط الاقتصادية للنظام، أن تشكل الوجهة نحو موسكو فيما لو نجحت، ولادة جديدة للنظام، سوف تمكنه من التخلص من الترهل الاقتصادي الذي عانى منه كثيراً خلال السنتين الماضيتين.

 لكن بنفس الوقت، تتخوف مصادر إعلامية مقربة من النظام، أن يكون تلزيم هذه العلاقات للقطاع الخاص، فرصة لتهريب الأموال إلى الخارج تحت بند الاستثمار، وبالتالي المزيد من الخسائر الاقتصادية.