قصة السوري من اللحمة إلى البطاطا
<p><span style="color: rgb(247, 247, 247); background-color: rgb(231, 99, 99);">قاسيون ـ فؤاد عبد العزيز</span></p><p>لم يعد السوريون يتحدثون عن اللحمة وأسعارها الخيالية وتناولهم لها بالمناسبات البعيدة ، كمقياس عن مدى المأساة المعاشية التي يقاسونها في الداخل ، بل أوصلهم هذا النظام إلى مرحلة صاروا يبحثون فيها عن البطاطا ولا يجدونها ، وهي التي كانت تعرف بأنها طعام الفقراء والبسطاء ..
</p><p>كنا في السابق عندما نتحدث إلى أحد من أهلنا في الداخل ، يبادرك على الفور ، وحتى يختصر عليك الكثير من الشرح ، قائلا : هل تعرف كم يبلغ ثمن كيلو اللحمة ..؟ أما الآن فأصبح يقول : هل تعلم أن كيلو البطاطا يبلغ اكثر من 1500 ليرة ، وهي غير موجودة في الأسواق ..؟
</p><p>في الحقيقة هناك دهشة بين أوساط الفقراء والمعدمين ، حول الأسباب الفعلية التي أدت إلى ارتفاع أسعار البطاطا على هذا النحو البشع ، فهم حتى الآن غير مقتنعين بكل التفسيرات التي قدمها مسؤولو نظامهم ، ولا يجدون فيها مبررا كافيا كي يصل الأمر بوزارة التجارة الداخلية أن تضع جدولا لتوزيع البطاطا على الأخوة " المواطنين " وفق برنامج أسبوعي ..!! هناك شيء غير طبيعي يجري ، ولا بد أنه أصبح للبطاطا استخدامات أخرى أكثر استراتيجية من الأكل .. فهل من المعقول أنها أصبحت تدخل في الصناعات الحربية ..؟! هكذا أصبح السوريون يتعاملون بسخرية مع أزمة ارتفاع أسعار البطاطا في الأسواق ..
</p><p>أحد الأخوة المعلقين ، لفت الانتباه إلى مسألة غاية في الأهمية ، وهي أن الشعب الروسي يعتبر الأكثر استهلاكا للبطاطا في العالم ، فهم يأكلونها في كل الوجبات ، وفي كل الأوقات .. وهو رجح أن يكون السبب الحقيقي وراء ارتفاع أسعار البطاطا وفقدانها من الأسواق ، أن يكون الجيش الروسي المتزايد على الأراضي السورية ، هم من يستهلكون طعام فقرائها ..
</p><p>بكل الأحوال ، نعتقد أن النظام السوري ، يمضي في سياسة ، أنه كلما زاد رعب الإنسان وخوفه ، كلما قل استهلاكه وحاجته للطعام .. ، فهو على ما يبدو اكتشف أنها الحل الأمثل لضبط نفقاته الاقتصادية .. !!
</p><p>ز</p>