وكالة قاسيون للأنباء
  • الخميس, 26 ديسمبر - 2024

الدعوة بالدلع

الدعوة بالدلع
<p><span style="color: rgb(247, 247, 247); background-color: rgb(231, 99, 99);">قاسيون ـ فؤاد عبد العزيز </span></p><p>استمتعت كثيرا بدلع الدكتورة خلود السروجي ، وهي تدعو الله ، من على حافة مسبح فيلتها الأنيقة في منطقة يعفور ، وأعدت التسجيل عشرات المرات ، متسائلا ، لو أننا منذ البداية رزقنا بدعاة كهذه السيدة اللطيفة ، ألم يكن إسلامنا اليوم ، أفضل بكثير من الإسلام الذي تربينا فيه على يد رجال ، كأنهم الوحوش الكواسر ..؟ </p><p>يقال إن عمرو خالد ، الداعية المصري المعروف، يعتبر شخصا وسيما وجذابا بالنسبة للنساء ، ولهذا لعب دورا كبيرا في جذب الكثير منهن لممارسة الطقوس الدينية ، مستخدما نفس أسلوب الدلع والغنج الذي استخدمته خلود السروجي .. ويقولون إن ذلك كان السبب في تحطيم أسطورته من قبل الرجال ، الذين لم يرق لهم أن يتحول هذا الداعية إلى ما يشبه ظاهرة عبد الحليم حافظ في الفن … لهذا تم تسريب فيديوهات له قبل المونتاج ، وهو يمثل دور الورع والتقي أثناء التصوير ، إضافة إلى الحملات التي تم شنها ضده من قبل الرجال ، لإظهار أنه منافق وكذاب ، و"يعبد القرش" .. وهو ما أدى إلى تراجع مكانته وظاهرته بين الناس.. </p><p>وخلود السروجي من وجهة نظري لم ترتكب خطأ فاحشا ، لأنها تمثل المدرسة الدينية الدمشقية ، التي لطالما كانت بعيدة كل البعد عن أوجاع الناس وتعب السياسة .. فهي مدرسة استطاعت أن تجعل من التاجر ورجل الدين شخصا واحدا .. بل إن رجل الدين إن لم يكن تاجرا وميسور الحال ، لن تجد من يستمع له ، وكذلك التاجر إن لم يلبس عباءة الدين ، فلن يزور دكانه أحد .. </p><p>هكذا استطاعت الطبقة الدينية ، في دمشق وحلب وحمص ، من أن تحجز مكانا لها في المجتمع ، ولدى السلطة ، من خلال ثنائية العمامة والمال ، وقد أثبتت هذه الطبقة ، أن النجاح المالي ليس بحاجة لأن يعمل المرء بالمخدرات وزراعة الحشيش ، وأن يأخذ التعهدات من الدولة ، بل يكفيه أن يوصف بين الناس بالورع ، حتى ينهال عليه الرزق من كل حدب وصوب .. </p><p>مشكلتنا ، أننا ننقد خلود السروجي وغيرها من رجال الدين الذين وقفوا إلى جانب النظام ، وبنفس الوقت نتغنى بالتاريخ الذهبي لسوريا في أعقاب الاستقلال وحتى مطلع الستينيات من القرن الماضي ، والتي حكمنا فيها أجداد خلود ، وكانوا تجارا ورجال دين أكثر منهم رجال سياسة .. </p><p>ومشكلتنا الكبيرة ، أننا لم نعد نعرف ماذا نريد وإلى أين نحن ذاهبون .. ؟! </p><p>الشيء الظاهر ، أننا دخلنا في مرحلة صعبة من اليأس والإكتئاب ، وأصبحنا مستعدين للنيل حتى من أنفسنا .. ولا أقصد هنا أن خلود السروجي جزء من أنفسنا ، ولكنها جزء من مخيلتنا عن ماض ما فتئنا من الافتخار به ، ونتمنى استحضاره وعودته بأسرع ما يمكن .. </p><p>نصيحة لأهل الثورة : فكروا ولو مرة واحدة بعيدا عن إجرام النظام وفشل المعارضة .. وسوف تكتشفون أنه لا يزال هناك بعض الأمل في حياتنا .. القضية ليست خلود السروجي ، بقدر ما هي نحن ، الذين ما عدنا نرى سوى القبح والقرف ، حتى في مواطن الجمال .. </p><p><br></p>