الصاروخ السوري الطائش على مفاعل ديمونة الإسرائيلي*
قاسيون ـ عادل قطف
يشير الصاروخ الذي تم إطلاقه من الأراضي السورية على الأراضي الإسرائيلية ، والذي وقع بالقرب من مفاعل ديمونة النووي الإسرائيلي ، إلى أن المواجهة القادمة مع إسرائيل سوف تكون مفتوحة على كل الاحتمالات ، وخصوصا بعدما أعلنت إيران تبنيها لإطلاق الصاروخ وقامت بتحديد نوعيته ، وساعة إطلاقه من الأراضي السورية .
الاحتمال الأول الذي قد يحدث ، هو اجتياح إسرائيلي للأراضي السورية وعلى غرار ما كان حدث إبان مناوشات الفصائل الفلسطينية في بداية الثمانينيات من القرن الماضي ، والتي انتهت باحتلال إسرائيل لجزء من الأراضي اللبنانية ، استمر حتى مطلع العام 2000 .
أما الاحتمال الثاني ، فهو قصف إسرائيلي مستمر لكافة المواقع العسكرية الإيرانية والميليشيات التابعة لها ، المتواجدة على الأراضي السورية ، والذي قد يتطور إلى تدمير كافة البنى التحتية ، وعلى غرار ما كان يحدث خلال المواجهات العسكرية مع حزب الله ، والتي كانت تكلف الدولة اللبنانية دمار هائل على كافة المستويات السياسية والاقتصادية .
أما الاحتمال الثالث ، هو أن تدعو إسرائيل إلى تحالف دولي لمواجهة الإرهاب الذي تتعرض له المنطقة ، من خلال محاولة تدمير مفاعل نووي ، قد يترك آثارا جانبية كبيرة على عدة دول ، بينها دول الخليج ومصر والأردن بالإضافة إلى فلسطين المحتلة .
أما الاحتمال الرابع ، فهو أن يرضخ المجتمع الدولي لإيران في مباحثاته معها من أجل الملف النووي ، والقبول بالتسوية التي تطرحها ، عبر رفع العقوبات عنها ، مقابل وقف برنامجها النووي العسكري والإبقاء على البرنامج السلمي ، مع خضوعه للمراقبة المستمرة .
جميع الاحتمالات الأربع السابقة ، يمكن أن تقع بدرجات متفاوتة ، وبحسب تطورات الأحداث ، سيما بعدما أصدرت إسرائيل تقريرها عن الهجوم ووجهت فيه التهمة مباشرة إلى الأراضي السورية ، مع ما يعنيه ذلك بأن المقصود هو إيران بالدرجة الأولى .
إذ ، قد يرى البعض أننا على أعتاب مواجهة عسكرية شرسة في المنطقة ، قد يصل فيها الأمر إلى استخدام الأسلحة النووية ، أو استهدافها بشكل مباشر ، عقب مؤشرات تدل على أن إسرائيل هي من استهدفت مفاعل نطنز الإيراني قبل عدة أيام ، فكانت الرسالة الإيرانية ، بأنها هي الأخرى قادرة على استهداف المفاعل النووي الإسرائيلي ، وما يغذي هذه المواجهة ، هو التجاهل الغربي للمطالب الإسرائيلية بإيقاف التمدد الإيراني العسكري في سوريا ، الأمر الذي يعني بأن اسرائيل قد تهيج الموقف الدولي عبر فتح المواجهة ، والبدء بشن هجمات عسكرية شاملة على المواقع الإيرانية في سوريا ، ومواقع حزب الله في لبنان .
باختصار ، يمكن القول إن المنطقة باتت على صفيح ساخن ، والمؤسف في الأمر ، أن هذه المواجهة سوف تجري على الأرض السورية ، وبالتالي فإن الشعب السوري ، الذي لا ناقة له فيها ولا جمل ، هو من سيدفع ثمنها .