وكالة قاسيون للأنباء
  • الاثنين, 25 نوفمبر - 2024

بشار الأسد … بين المال الخليجي واللطم الإيراني*

بشار الأسد … بين المال الخليجي واللطم الإيراني*

قاسيون ـ فؤاد عبد العزيز

يتداول ناشطون شائعات تقول ، بأن بشار الأسد أرسل منذ عدة أشهر إلى دول الخليج العربية ، وعلى رأسها السعودية والإمارات والبحرين ، خطابا يخبرهم فيه بأنه غير راض عن التواجد الإيراني في سوريا ، وقد سعى عبر استقدام التدخل الروسي ، للتخفيف من جموح هذا التواجد ، لكنه يقف الآن عاجزا ، بسبب أن إيران تتحمل جزءا كبيرا من تكاليف معيشة السوريين ، بالإضافة إلى تكاليف حربه على الشعب السوري ، وإذا كانوا ، أي دول الخليج ، يريدون بالفعل التخلص من الوجود الإيراني في سوريا ، فعليهم أن يقوموا بنفس الدور الذي تقوم به إيران .

لا نعرف مدى وجاهة هذه الشائعات ، لكن الشيء المؤكد أن هناك تطورات ، بدأت تظهر ملامحها مع نهاية العام 2017 ، عندما قامت السعودية بتغيير هيئة التفاوض السورية المعارضة ، لتصبح أكثر ليونة في تعاملها مع النظام ، وهو ما ثبت لاحقا ، عندما أبدت الهيئة الجديدة تساهلا في تسليم مناطق المعارضة والرضوخ لجميع الشروط الروسية في التفاوض مع النظام ، بالإضافة إلى أن إعلان الإمارات والبحرين إعادة علاقتهما الدبلوماسية مع النظام نهاية العام 2018 ، يدخل في هذا الإطار الجديد لوضوح الرؤية الخليجية ، لواقع الأزمة السورية ، والتي وصلت مؤخرا إلى حد المطالبة والإلحاح بضرورة إعادة النظام إلى جامعة الدول العربية .

وبعيدا عن الدخول في توصيفات المرحلة السابقة ، فإن ما يعنينا اليوم هو توصيف الواقع الحالي ، الذي يشير إلى أن الأزمة السورية ، دخلت إلى "مزنق" خطير ، لم يعد هاجسه الأول هو السيطرة على الأرض ، وإنما مقاومة الأزمات الاقتصادية التي بدأت تتكشف ملامحها كلما اقتربت الحرب من نهايتها .

الكل كان يتوقع ، أن بشار الأسد ، إذا لم تسقطه الحرب ، فإن الاقتصاد كفيل بإسقاطه ، أو على الأقل إضعافه إلى حد الهزالة .. وهو ما بدا واضحا من خلال عجز الحكومة عن سد الثقوب الكثيرة التي بدأت تظهر الواحدة تلو الآخرى ، منذرة بغرق المركب بمن فيه .

لذلك يرى مراقبون أن السعودية والإمارات والبحرين ، قرروا التدخل في اللحظات الأخيرة ، ملوحين للنظام بقدرتهم على إنقاذه اقتصاديا ، لكن ليس قبل أن يعرفوا ما سيقوم به من أجل إنهاء الوجود الإيراني على أراضيه .

ولا شك أن النظام اليوم يجد نفسه في موقع المفاضلة بين إيران من جهة ودول الخليج من جهة ثانية ، لكنه بنفس الوقت ، لا يحرم نفسه من مغامرة التفكير بكيفية ابتزاز الجميع ، ودون أن يخسر أي طرف من الأطراف .

فهو بحاجة إلى إيران التي استطاعت تثبيت حكمه ، بالاضافة إلى أنها الضمانة لبقائه على كرسي السلطة ، كما أنه بحاجة للمال الخليجي الذي بدونه لن يكون قادرا على ممارسة السلطة ، لكنه لا يثق به ولا بدوره .. فماذا يفعل في هذه الحالة ..؟

لهذا يؤكد الكثير من المراقبين ، أن انفتاح دول الخليج على بشار الأسد ، سوف يبقى مقيدا بشرط تحجيم العلاقة مع إيران ، وهو ما يجعل النظام في هذه الحالة ميالا أكثر لإيران ، وعلى مبدأ : اللطم الإيراني ولا المال الخليجي .