بمساعدة كاسحات تركية: الجيش السوري يواصل تمشيط الأراضي المحررة من الألغام

أعلن المكتب الإعلامي لوزارة الدفاع السورية استمرار الفرق الهندسية في عمليات التمشيط لإزالة الألغام ومخلفات الحرب في أرياف محافظات إدلب وحلب وحماة، ضمن المناطق التي تم تحريرها خلال معركة "ردع العدوان". وتشمل العمليات ريف إدلب الشرقي والجنوبي، ريف حلب الغربي، ريف حماة الشمالي، وسهل الغاب.
وأفاد المكتب بأن الفرق الهندسية أزالت حوالي 350 عبوة ناسفة، بما في ذلك ألغام أرضية ومتفجرات غير منفجرة، مشيراً إلى أن نظام الأسد السابق زرع مساحات واسعة بالألغام، مما يستدعي حملات مستمرة لتأمين المناطق وحماية المدنيين. ولم يحدد المكتب جدولاً زمنياً لانتهاء العمليات، مؤكداً أنها ستتواصل حتى تطهير جميع المواقع.
ودعا المكتب المواطنين والمزارعين إلى التعاون مع الجيش السوري والإبلاغ عن أي أجسام مشبوهة أو ألغام، لتجنب الحوادث التي تهدد حياتهم. وأظهرت صور رسمية استخدام كاسحات ألغام تركية من طراز "MEMATT"، التي تنتجها شركة "أسفات" التركية. تتميز هذه الآليات بالتحكم عن بُعد لمسافة تصل إلى 5 كيلومترات، ومحرك بقوة 300 حصان، مما يجعلها فعالة في التعامل مع المناطق الملوثة بمخلفات الحرب.
من جانب آخر، أشارت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إلى أن الألغام ومخلفات الحرب تسببت بمقتل وإصابة أكثر من 600 شخص في سوريا منذ ديسمبر 2024. كما سجل الدفاع المدني 69 انفجاراً بين نوفمبر 2024 ومارس 2025، أودت بحياة 72 شخصاً، بينهم 17 طفلاً، وأصابت 108 آخرين. وكانت إدلب الأكثر تضرراً بحوادث الانفجارات، تلتها دير الزور وحلب.
وتبرز هذه الجهود أهمية تطهير الأراضي السورية من مخلفات الحرب لضمان سلامة المدنيين وإعادة الحياة الطبيعية إلى المناطق المحررة.