أعلن الدفاع المدني السوري، المعروف بـ"الخوذ البيضاء"، عن استجابته لـ13 حريقاً اندلعت في مناطق متفرقة من سوريا خلال 24 ساعة فقط، في ظل تصاعد وتيرة الحوادث التي تهدد حياة المدنيين وممتلكاتهم. وتأتي هذه الجهود في وقت تواجه فيه البلاد تحديات أمنية وإنسانية معقدة، عقب التغيرات السياسية الكبرى التي شهدتها نهاية عام 2024، مع استمرار الفوضى في بعض المناطق وتردي البنية التحتية.

ووفقاً لبيان الدفاع المدني، تنوعت الحرائق بين منازل سكنية ومخيمات للنازحين ومبانٍ حكومية، حيث كان أبرزها حريق في مستودع بمدينة حلب أتى على كميات كبيرة من المواد القابلة للاشتعال، مما استدعى تدخلاً مكثفاً استمر لساعات. كما شهدت محافظة إدلب حريقين في مخيمات للنازحين، أديا إلى إصابات طفيفة وخسائر مادية، بينما تم تسجيل حريق في مبنى إداري بريف دمشق، أثار مخاوف من محاولات متعمدة لإتلاف وثائق رسمية.

وأشار الدفاع المدني إلى أن فرقه عملت تحت ظروف صعبة، بسبب نقص المعدات والموارد، إلى جانب المخاطر الناجمة عن مخلفات الحرب مثل الألغام والذخائر غير المنفجرة التي تزيد من تعقيد عمليات الإطفاء. وأكدت المنظمة أنها تمكنت من إنقاذ عدد من المدنيين وإخماد النيران قبل تفاقم الأضرار، داعية السكان إلى توخي الحذر واتباع إرشادات السلامة للحد من هذه الحوادث.

الحرائق المتكررة تعكس واقعاً هشاً في سوريا، حيث يعاني السكان من انهيار الخدمات الأساسية، بينما يرى مراقبون أن بعض هذه الحوادث قد تكون متعمدة لتصفية حسابات أو طمس أدلة مرتبطة بالنظام السابق. وفي هذا السياق، طالب ناشطون بتعزيز قدرات الدفاع المدني ودعمه دولياً لمواجهة هذه التحديات. ومع استمرار الجهود، تبقى "الخوذ البيضاء" خط الدفاع الأول للسوريين في مواجهة الكوارث، وسط آمال بتحسن الأوضاع مع استقرار البلاد تدريجياً.