وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة: دمشق منفتحة على بقاء القواعد الروسية إذا كانت في مصلحة البلاد
![](https://qasioun-news.com/img/original/c29a088c-e8c0-d681-273d-da60df6edece.webp)
أكد وزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، في تصريحات صحفية لمراسل صحيفة "واشنطن بوست"، على انفتاح سوريا على إمكانية السماح لروسيا بالاحتفاظ بقواعدها الجوية والبحرية على طول الساحل السوري، شريطة أن تأتي أي اتفاقات مع الكرملين في إطار يصب في مصلحة البلاد ويحقق مكاسب استراتيجية.وأشار أبو قصرة إلى أن موقف روسيا تجاه الحكومة السورية الجديدة قد شهد "تحسناً ملحوظاً" منذ سقوط بشار الأسد، ما يفتح الباب أمام دمشق لتقييم المطالب الروسية بشكل جاد.
وفي تعليقه على مستقبل التعاون العسكري مع روسيا، قال أبو قصرة: "في السياسة، لا يوجد أعداء دائمون"، مما يعكس قدرة دمشق على إعادة تقييم علاقاتها مع القوى الإقليمية والدولية. ورداً على سؤال حول إمكانية منح روسيا الحق في الاحتفاظ بقاعدتها البحرية في طرطوس وقاعدة حميميم الجوية في اللاذقية، أكد أبو قصرة أن هذا القرار سيكون متوقفًا على ما يمكن أن تحققه سوريا من مكاسب سياسية واقتصادية من الاتفاقات المحتملة.
كما أوضح وزير الدفاع أن الحكومة السورية تدرس حالياً عدة اتفاقيات دفاعية مع دول مختلفة، وتشارك في مفاوضات حساسة مع كل من الولايات المتحدة وتركيا حول القوات العسكرية الموجودة على الأراضي السورية. وعلى الرغم من أنه رفض تأكيد ما إذا كان الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع قد طلب من المسؤولين الروس تسليم بشار الأسد خلال لقائه بهم في الشهر الماضي، إلا أنه ألمح إلى أن مسألة محاسبة الأسد كانت مطروحة في النقاش.
وعندما أشار أبو قصرة إلى اجتماع بشار الأسد مع الروس، نبه إلى أن الأسد كان يعتقد أن الوصول إلى اتفاق مع روسيا كان مستحيلاً، مضيفاً: "ربما ستتم استعادة العلاقات معهم بطريقة تخدم مصالح سوريا أولاً، ثم مصالحهم".
كما تناول أبو قصرة قضية وجود القوات الأميركية والتركية في سوريا، معلناً أن المفاوضات بشأن هذا الشأن جارية ومرتبطة بالتطورات السياسية في المنطقة. وألمح إلى أن هناك رغبة في تخفيض أو "إعادة توزيع" القوات التركية في سوريا، بينما وصف موقف الولايات المتحدة في الشمال الشرقي بأنه لا يزال قيد التفاوض.
وعند مناقشة وضع مناطق نفوذ "قسد"، أشار أبو قصرة إلى أن تلك المناطق تشكل حوالي 25% من الأراضي السورية، وأن الحكومة السورية تتطلع إلى استعادة السيطرة عليها، مبدياً تفاؤله بأن يتم حل القضايا الدبلوماسية المتعلقة بها بطرق سلمية، بدلاً من الحلول العسكرية التي قد تؤدي إلى إراقة الدماء.
كما أشار إلى اندماج نحو 100 فصيل مسلح في سوريا تحت قيادة وزارة الدفاع، في الوقت الذي لا تزال فيه بعض الفصائل، بما في ذلك تلك التي يقودها أحمد العودة في الجنوب، ترفض الانضمام. وأوضح أن الفصائل التي تنضم لقيادة وزارة الدفاع لن يُسمح لها بالاستمرار كوحدات مستقلة، مما يعكس اتجاه الحكومة نحو تعزيز السيطرة المركزية على جميع القوة العسكرية في البلاد.
وبينما يستمر الصراع المعقد في سوريا في التشكّل، يتضح أن وزير الدفاع يحرص على اتخاذ خطوات استراتيجية تهدف إلى رسم خريطة مستقبلية تقود إلى استقرار أكبر في البلاد، بينما يعكس تأملاته حول موضوع الاستقرار عدم إغفاله لثقل المسؤولية الملقاة على عاتقه، حيث علق بمرح على كيف أن بزغ بعض الشعر الرمادي في لحيته قائلاً: "خلال بضعة أشهر، سيكون لدي الكثير من الشعر الأبيض".