المجلس الوطني الكردي مُستبعد: الاتحاد الديمقراطي يخطط لعقد مؤتمر وطني كردي في القامشلي
كشفت مصادر كردية مُطلعة عن نية "أحزاب الوحدة الوطنية" التي يقودها "حزب الاتحاد الديمقراطي"، تنظيم مؤتمر يحمل اسم "المؤتمر القومي الكردي" في مدينة القامشلي خلال الشهر الجاري. سيجمع المؤتمر معظم القوى والأحزاب السياسية الكردية في شمال شرقي سوريا، لكن يُستثنى "المجلس الوطني الكردي" الذي تم استبعاده، مما يعكس استمرار التوترات والخلافات العميقة بينه وبين "أحزاب الوحدة الوطنية".
وفي حين تم بذل جهود ملحوظة لتوحيد الموقف الكردي، سواء من قبل القوى الدولية مثل الولايات المتحدة وفرنسا أو من جانب رئيس إقليم كردستان العراق السابق، مسعود بارزاني، فإنه يبدو أن الخلافات ما زالت قائمة، حيث لن يكون "المجلس الوطني الكردي" جزءاً من هذا المؤتمر المرتقب. وقد تم توجيه الدعوات إلى العديد من الفعاليات السياسية والمجتمعية الكردية، باستثناء المجلس الوطني، مما يثير تساؤلات مستقبل الحوار الكردي-الكردي وإمكانية التوصل إلى توافق سياسي في المرحلة المقبلة.
التصريحات الصادرة عن قيادات "الاتحاد الديمقراطي" تعكس استهجانًا تجاه الحكومة السورية الجديدة، حيث اعتبر الدار خليل، أحد الوجوه البارزة في الحزب، أنها قامت بتنظيم مؤتمر يعقده أشخاص اعتبرهم "قطاع طرق" دون إيلاء أهمية لدور المرأة في السياسة. كما انتقد خليل موقف "المجلس الوطني الكردي" الذي اعتبره متجاهلًا للهجمات التركية على مواقع الكرد، وذلك في مناسبة تم الحديث فيها عن ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية.
على جهة أخرى، عبر عماد برهو، ممثل المجلس الوطني الكردي في الائتلاف الوطني السوري، عن أمله في أن يلعب مسعود بارزاني دورًا إيجابيًا في دعم القضية الكردية في سوريا، مشيرًا إلى قدراته على التواصل مع الإدارة السورية الجديدة. وأكد على أهمية تشكيل وفد كردي مشترك للتفاوض مع الحكومة السورية، مُشيرًا إلى أن الكرد يمثلون ثاني أكبر قومية في البلاد ويستحقون حقوقًا مُعترفًا بها.
المجلس الوطني الكردي يُطالب بتجسيد حقوقه القومية، حيث يدعو إلى اعتراف دستوري بوجود الشعب الكردي وحقوقه، فضلاً عن إعادة هيكلة المناطق الكردية وتأمين إعادة السكان الأصليين إليها. كما تحدث عماد برهو عن ضرورة التعامل السلمي مع الخلافات لتفادي أي صراعات قد تؤثر سلبًا على الشعب السوري.
مع استمرار الانتخابات والتحركات الدبلوماسية في هذا السياق، يبدو أن القوى الكردية في سوريا تواجه تحديات كبيرة لاستعادة وحدتها والوقوف أمام التطورات السياسية الجديدة. كما تواصل فرنسا دعواتها لتوحيد الصف الكردي، مُشجعةً المجلس الوطني الكردي وقوات سوريا الديمقراطية على العمل معًا لتحقيق الأهداف المشتركة.
في الختام، يُعَد "المؤتمر الوطني الكردي" المرتقب فرصة هامة لمجموعات القوة الكردية لتعزيز صوتها السياسي، لكنه يظل محاطًا بالكثير من التحديات المتعلقة بالتضامن والاتحاد في ظل الانقسامات القائمة.