وكالة قاسيون للأنباء
  • الاثنين, 3 فبراير - 2025

انسحاب جزئي للقوات الأميركية من قاعدة التحالف الدولي قرب الرقة


أفادت مصادر محلية في شرقي سوريا، اليوم الإثنين، بأن القوات الأميركية بدأت عملية انسحاب جزئي من قاعدة التحالف الدولي الواقعة قرب نهر الفرات في جنوبي الرقة. وقد نقلت شبكة "عين الفرات" الإخبارية المحلية عن مصادر خاصة تأكيدها أن القوات المنسحبة توجهت نحو قاعدة الشدادي في ريف الحسكة الجنوبي، تحت حماية طائرات الاستطلاع التابعة للتحالف الدولي.

ولفتت المصادر إلى أن القوات الأميركية المتبقية في قاعدة الرقة تقدر بحوالي 50 عنصراً، إضافة إلى 10 مستشارين و4 منسقين، في حين كان العدد الإجمالي للقوات الأميركية في المدينة قبل عملية الانسحاب الأخيرة يقارب 100 عنصر بحوزتهم 25 مستشاراً عسكرياً و10 منسقين.

تتزامن هذه التطورات مع تصريحات السفير الأميركي السابق في دمشق، روبرت فورد، الذي أكد أن مسألة الانسحاب الأميركي من سوريا مرتبطة بالتوجهات والضمانات التي ستقدمها السلطات السورية الجديدة. وأوضح فورد أن بعض الأعضاء في إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب لديهم شكوكا تعقد عملية فتح قنوات تواصل مع دمشق، مشيراً إلى أن تقليل هذه الشكوك يعتمد على الضمانات التي قد تعلن عنها الحكومة السورية وهيئة تحرير الشام بشأن نواياهم المستقبلية.

في هذا السياق، كشفت هيئة البث الإسرائيلية الحكومية "كان" عن أن مسؤولين رفيعي المستوى في البيت الأبيض أبلغوا نظراءهم في تل أبيب أن الرئيس الأميركي يعتزم سحب آلاف القوات الأميركية من سوريا، مما أثار قلقاً بالغاً داخل الأوساط الإسرائيلية.

تعكس هذه الخطوات التاريخية ما يمكن أن يكون تحولاً في السياسة الأميركية تجاه سوريا، حيث تواصل واشنطن التأكيد على وجود حوالي 900 جندي أميركي هناك، يعملون بالتعاون مع "قوات سوريا الديمقراطية" ضمن جهود "التحالف الدولي" لصد عودة تنظيم الدولة الإسلامية، رغم أن وزارة الدفاع الأميركية كانت قد أعلنت عن مضاعفة عدد قواتها في البلاد قبل سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.

إن هذه المستجدات تأتي في وقت يشهد فيه الملف السوري تطورات معقدة، مما يزيد من التعقيدات الإقليمية والدولية المحيطة بالأزمة المستمرة، وخصوصاً في ظل الانسحابات المتتالية وما يمكن أن تحمله من تداعيات على الوضع الأمني والسياسي في المنطقة.