السلطات السويدية تحقق في جرائم تنظيم الدولة: محاكمة أسامة كريم على الأبواب
تتواصل التطورات في محاكمة أسامة كريم، المتهم بالمشاركة في إحراق الطيار الأردني النقيب معاذ الكساسبة، حيث كشف جواد الكساسبة، شقيق الطيار الراحل، عن تفاصيل جديدة بشأن القضية المنظورة أمام المحاكم السويدية. يأتي ذلك بعد أن تم القبض على كريم في فرنسا لصلته بالأعمال الإرهابية المنسوبة إلى تنظيم الدولة الإسلامية.
في تصريح خاص لموقع "العربية.نت"، أكد جواد الكساسبة أن المحامي السويدي ميكيل ويسترلند، الذي تم تعيينه من قبل الحكومة السويدية لتمثيل عائلة الكساسبة، قد زار منزل الأسرة في محافظة الكرك جنوبي الأردن. وقد جاءت هذه الزيارة في إطار جهود العائلة للمطالبة بمحاكمة عادلة وتحقيق العدالة في قضية مقتل معاذ.
وأفاد الكساسبة بأن العائلة قد وكلت ويسترلند رسمياً لتمثيلها في المحكمة السويدية، حيث تطمح في معرفة كافة التفاصيل المتعلقة بالجريمة والمطالبة بجلب المتهم للكشف عن ملابسات القضية. وأعرب عن تمسك العائلة بتحقيق العدالة، إذ تمثل هذه القضية جزءاً أساسياً من النضال ضد الإرهاب.
وفي إطار تصريحاته، قال جواد الكساسبة: "في كل عام، يُعيد الله لقضية معاذ من يجدد مطالب أسرته"، موضحاً أن هناك تنسيقاً مستمراً مع محامي الادعاء السويدي لمعرفة التفاصيل من المتهم قبل المضي قدماً في إجراءات المحاكمة. وأكد أن السويد، وفقاً لقوانينها، قادرة على محاكمة الأفراد المتهمين بجرائم ارتكبت خارج حدودها إذا كانت تتعارض مع القوانين الدولية.
وأشار ممثلو الادعاء السويديون إلى أن أسامة كريم (32 عاماً) هو أحد الأعضاء الرئيسيين في تنظيم الدولة، حيث تم اتهامه بالمشاركة في إعدام الطيار الكساسبة مع أفراد آخرين. وقد تم التعرف عليه من خلال الوثائق القضائية المتاحة، حيث تم الكشف عن تفاصيل اعتقاله في فرنسا وأهمية مثوله أمام المحكمة للرد على التهم الموجهة إليه.
وتضمنت اتهامات أخرى ضد كريم تورطه السابق في تنفيذ هجمات إرهابية في باريس عام 2015 وبروكسل عام 2016، مما يعكس مدى خطورة الجرائم التي ارتكبها. لم تُحاكم أي جهة بعد بشأن جريمة قتل الكساسبة، حيث يرى الادعاء السويدي أن هذه القضية تُعد من الجرائم الإرهابية ذات الطابع الدولي التي تتطلب المحاكمة.
جدير بالذكر أن إعدام معاذ الكساسبة، الذي تم إحراقه حياً على يد تنظيم الدولة في عام 2015، أثار ردود فعل واسعة محلياً ودولياً. وقد أدانت الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان هذه الجريمة بأشد العبارات، معتبراً إياها جريمة ضد الإنسانية.
تُعَدّ هذه القضية جزءاً من الاستجابة الدولية الأوسع لملاحقة الجرائم المرتكبة من قبل تنظيم الدولة، والتي شهدت تفشيها بين عامي 2014 و2017، حيث سيطر التنظيم على مساحات واسعة من الأراضي في سوريا والعراق. تتجه الأنظار الآن إلى السويد، التي أصبحت منصة لمحاكمة المتورطين في هذه الجرائم، وسط توقعات بأن تحظى القضية باهتمام دولي متزايد.
في الختام، تواصل عائلة الكساسبة جهودها لتحقيق العدالة وللكشف عن جميع التفاصيل المتعلقة بجريمة فقدانهم لابنهم، وهي تضع آمالها في النظام القانوني السويدي لضمان محاكمة عادلة وتحقيق العدالة، لا سيما في ظل بشاعة الجرائم المرتكبة.