إطلاق نار بالقرب من السفارة الروسية في دمشق يثير تساؤلات
شهدت المنطقة القريبة من السفارة الروسية في دمشق، ظهر اليوم الأربعاء، حادثة إطلاق نار أثارت جدلاً واسعاً بين الأجهزة الأمنية وشهود العيان. وتشير المعلومات الأولية إلى أن الحادث كان له صلة بالملاحقات الأمنية التي تقوم بها قوات الأمن العامة لمجموعة من العناصر المنتمية لما يعرف بـ "فلول النظام".
وفقاً لمصدر موثوق من داخل حرس السفارة، فإن إطلاق النار جاء نتيجة لملاحقة أمنية لمجموعة كانت تقلهم سيارة، دون أن يتم تقديم تفاصيل إضافية حول طبيعة هؤلاء الأفراد أو خلفياتهم. ويتساءل الكثيرون عن الدوافع وراء هذه الملاحقة وسط الظروف الأمنية المعقدة التي تمر بها سوريا في الوقت الراهن.
وفي الوقت ذاته، قام عدد من الشهود العيان بوصف الحادث بشكل مختلف، حيث ذكروا أن أربعة مسلحين كانوا يرتدون ملابس سوداء ترجلوا من سيارة من نوع "سبورتاج" في منطقة الاستراد في العدوي، وأطلقوا النار على مركبة أخرى كانت تسير في الاتجاه المعاكس بالقرب من السفارة الروسية، متجهة نحو ساحة العباسيين. افتراضات الشهود تشير إلى وجود عمليات مرتبطة بمجموعات مسلحة تظهر في ظل استمرار الصراع في البلاد.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الحادث يأتي في أعقاب زيارة رسمية لوفد روسي إلى دمشق، والتي اعتبرت الأولى منذ سقوط النظام السابق، الذي كان يحظى بدعم سياسي وعسكري من موسكو. وأفادت وكالة "رويترز" أن قائد الإدارة السورية، أحمد الشرع، طلب من الجانب الروسي تسليم الرئيس السوري بشار الأسد ومساعديه المقربين خلال المحادثات مع ميخائيل بوغدانوف، وهو ما يُعتبر تطوراً لافتاً في العلاقات السورية الروسية.
وذكرت الإدارة السورية الجديدة أنه يجب مراعاة معالجة أخطاء الماضي واستعادة العلاقات مع روسيا في إطار احترام إرادة الشعب السوري. وفي بيان رسمي حول زيارة الوفد الروسي، أكدت الإدارة أن المحادثات تركزت على قضايا رئيسية منها احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها، مما يعكس محاولة للتوصل إلى توافق سياسي وسط الأجواء الملبدة بالضبابية.
هذا، ولا يزال الحادث الذي وقع بالقرب من السفارة الروسية يتصدر عناوين الأخبار، حيث يتزايد القلق بشأن تداعياته على الأمن في العاصمة دمشق وأثره على المعايير السياسية في المنطقة.