ناقشت وزارة الصحة السورية سُبُل تعزيز الخدمات الصحية وتحسين جودتها، وذلك في اجتماع عقد اليوم الأحد مع وفد رفيع المستوى من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، حيث تم تناول أبرز التحديات والاحتياجات الضرورية للمراكز الطبية في البلاد.

وقد أفادت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" أن الاجتماع الذي حضره مدير الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة، الدكتور نجيب النعسان، شهد حوارًا مثمرًا مع ممثلين عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر والدفاع المدني ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري. بينما تمحور النقاش حول كيفية تعزيز التعاون المشترك لتقديم أفضل الخدمات الصحية للمواطنين وتلبية احتياجاتهم بشكل أكثر فعالية.

وأكّد الدكتور النعسان خلال الاجتماع على ضرورة تحسين تنسيق الخدمات الإسعافية من خلال توحيدها وتطويرها ضمن إطار وزاري، مما سيساهم في ضمان حصول المواطن على الخدمات الإسعافية المثلى خلال الأزمات والطوارئ.

يُذكر أن القطاع الصحي في سوريا قد عانى كثيرًا خلال السنوات الأخيرة نتيجة الأزمات المتعددة التي شهدتها البلاد. فقد شهدت المستشفيات والمراكز الصحية نقصًا حادًا في المعدات الطبية والأدوية الأساسية، بالإضافة إلى تفشّي الفساد الذي أثر على كفاءة وجودة الخدمات المقدمة. هذا التدهور ساهم في عدم قدرة العديد من المنشآت الصحية على تلبية احتياجات المرضى، مما زاد من معاناة المواطنين.

كما أن الإهمال في الاستثمار بالقطاع الصحي وغياب الرقابة وضعف التخطيط المؤسسي أدوا إلى تراجع كفاءة الكوادر الطبية وتعطيل مستوى الخدمات، خاصة في المناطق الريفية التي تعاني من ضعف كبير في البنية التحتية الصحية. وقد زادت معدلات الأمراض المزمنة والأوبئة نتيجة تدهور جودة المياه والصرف الصحي، وغياب برامج الوقاية والرعاية الصحية الأولية.

في ضوء هذه التحديات المعقدة، تبرز أهمية الشراكات مع المنظمات الدولية والمحلية، مثل الصليب الأحمر، في دعم جهود وزارة الصحة السورية نحو بناء نظام صحي مستدام وقوي يلبي احتياجات المواطنين ويعزز من جودة الحياة الصحية في البلاد.