تعيين العقيد بنيان الحريري قائداً عسكرياً لإدارة منطقة حوران
أعلن وزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، عن تعيين العقيد بنيان أحمد الحريري، المعروف بلقب "أبو فارس درعا"، قائداً عسكرياً لإدارة منطقة حوران، وذلك ضمن جهود الحكومة السورية الرامية إلى تعزيز الأمن وضبط الحدود الجنوبية في مواجهتها مع التحديات الأمنية المتزايدة، بما في ذلك انتشار السلاح غير المشروع في المنطقة.
يأتي هذا التعيين في وقت يواجه فيه الجنوب السوري العديد من التحديات، حيث يسعى العقيد الحريري إلى تطوير استراتيجيات فعالة لمواجهة تهريب المخدرات والسلاح عبر الحدود مع الأردن، مع التركيز على سحب السلاح المنتشر بشكل غير قانوني في المدن والبلدات الجنوبية.
ينحدر العقيد بنيان الحريري من بلدة علما الشرقي في محافظة درعا، وقد حقق سجلاً عسكرياً وأكاديمياً متميزاً. تخرج من الكلية العسكرية في محافظة إدلب بتقدير جيد جداً، واشتهر كقائد ميداني بارز، حيث خاض معارك حاسمة ضد النظام السوري في الجنوب، مما جعل له دوراً بارزاً في تأسيس حركة أحرار الشام في منطقة حوران بعد انشقاقه عن النظام مع بداية الثورة السورية في عام 2011.
بعد التهجير إلى الشمال السوري في منتصف عام 2018، تولى الحريري قيادة عدة جبهات عسكرية مهمة، من بينها جبهة الساحل السوري، مما منحه خبرات قيمة وثمينة على الصعيد العسكري. وعاد لاحقاً إلى الجنوب السوري مع التغيرات السياسية والعسكرية الأخيرة، في خطوة تعكس الثقة الكبيرة التي توليها الحكومة السورية له في إدارة الأوضاع الأمنية الهشة.
تحمل خبرة العقيد الحريري الأكاديمية طابعاً مميزاً، حيث حصل على شهادة الحقوق من الجامعة اللبنانية في بيروت، وتخرج من كلية العلوم السياسية من جامعة أجيال الأمريكية للعلوم والتكنولوجيا، بالإضافة إلى حصوله على دبلوم أكاديمي من كامبردج الأردنية، وشهادة في القيادة الاستراتيجية من جامعة محمد الفاتح في إسطنبول.
وبحسب ما أفادت به وزارة الدفاع، جاء اختيار العقيد الحريري لهذا المنصب نظراً لنجاحاته السابقة في معارك وطنية حساسة، بما في ذلك تلك التي قادها في جبهة الساحل السوري، مما يكسبه مصداقية كبيرة في تنفيذ مهامه الجديدة.
تعيين العقيد الحريري يعد جزءاً من خطة الإدارة السورية الجديدة لتعزيز دور الفصائل العسكرية ودمجها ضمن وزارة الدفاع، حيث يتطلع المسؤولون إلى تعزيز التنسيق الأمني والعسكري في المنطقة الجنوبية، وتوفير الأجواء الملائمة لتحقيق الاستقرار والأمن للسكان المحليين.
إن العقيد الحريري سيعمل على تعزيز الأمن في منطقة حوران، ويتولى مسؤوليات حاسمة في ضبط الحدود، مما يعكس رؤية شمولية للإدارة السورية، والتي تهدف إلى تحقيق تكامل أكبر بين الفصائل العسكرية والمؤسسات الأمنية، واستعادة السيطرة على الوضع الأمني في الجنوب السوري.
تجدر الإشارة إلى أن حركة أحرار الشام كانت لها دور محوري في العمليات العسكرية ضمن وزارة الدفاع السورية، وخاصةً خلال معركة "ردع العدوان"، التي شكلت نقطة تحول في مواجهة النظام السوري السابق، مما يعطي دلالة واضحة على قدرات العقيد الحريري في إدارة الأوضاع الأمنية المعقدة.