بشار الأسد يُختار شخصية العام 2024 في مجال الجريمة والفساد
أعلن مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد (OCCRP) اختيار رئيس النظام المخلوع، بشار الأسد، ليكون شخصية العام 2024 في مجال الجريمة والفساد، وذلك في تقرير نشرته المنظمة يوم الاثنين 30 من كانون الأول.
تأسس مشروع "OCCRP" عام 2012، ويمنح جائزة "شخصية العام" للأفراد الذين يسهمون في نشر الفوضى من خلال الجريمة المنظمة والفساد. يتم اختيار هذه الشخصية من قبل لجنة متخصصة تضم خبراء من المجتمع المدني والأوساط الأكاديمية والصحافة.
وبحسب التقرير، يتميز نظام الأسد بالسيطرة المركزية وقمع المعارضة، حيث يعتمد على جهاز أمني قوي. وقد اتُهمت قواته بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان، بما في ذلك التعذيب، والقتل، والاعتقالات الجماعية، واستخدام الأسلحة الكيماوية، مما أدى إلى معاناة المدنيين.
كما أبرز التقرير كيفية استفادة نظام الأسد من تمويل إنتاج مخدر "الكبتاجون" وعدد من أشكال الجريمة المنظمة، مثل تهريب البشر والسجائر، وسرقة الآثار، وتجارة الأسلحة. ونتيجة لذلك، حصل النظام على مليارات الدولارات للتشبث بحكمه "الاستبدادي الوحشي"، بينما نشر العنف والمخدرات والجريمة في منطقة الشرق الأوسط.
وأشارت علياء إبراهيم، المؤسسة المشاركة لموقع "درج" وأحد أعضاء لجنة التحكيم، إلى أن "الضرر السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي تسبب فيه بشار الأسد، سواء في سوريا أو في المنطقة، سيستغرق عقودًا للتغلب عليه".
في سياق متصل، هرب بشار الأسد إلى روسيا، التي منحته وعائلته حق اللجوء الإنساني في 8 من كانون الأول، بعد عملية "ردع العدوان" التي أطلقتها فصائل المعارضة في 27 من تشرين الثاني الماضي. وقد أسفرت هذه العملية عن سيطرة الفصائل على عدة مدن، وصولًا إلى العاصمة دمشق، مما أدى إلى إنهاء حكم النظام.
وأعلنت "إدارة العمليات العسكرية" في ذلك الحين: "بعد 50 عامًا من القهر تحت حكم البعث، و13 عامًا من الإجرام والطغيان والتهجير، وبعد كفاح ونضال طويل، نعلن اليوم، 8 من كانون الأول 2024، نهاية هذه الحقبة المظلمة وبداية عهد جديد لسوريا".
إن اختيار بشار الأسد كشخصية العام في مجال الجريمة والفساد يعكس الأبعاد المأساوية التي شهدتها سوريا خلال سنوات حكمه، ويشدد على الحاجة الملحة لتحقيق العدالة والمساءلة في البلاد.