غراندي: عودة اللاجئين السوريين تحتاج وقتًا طويلًا وسط تطورات جديدة في البلاد
قال المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فيليبو غراندي، إن عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم ستستغرق وقتًا طويلًا، مشيرًا إلى أن العديد من اللاجئين ينتظرون ما ستؤول إليه الأوضاع في سوريا قبل اتخاذ قرار العودة. جاء ذلك في مقابلة أجراها مع قناة "المملكة" الأردنية، يوم الخميس 30 من كانون الثاني.
وأوضح غراندي أن التطورات الأخيرة في سوريا، بما في ذلك سقوط نظام بشار الأسد في 8 من كانون الأول 2024، تشكل تحولًا تاريخيًا، حيث أدى الصراع المستمر إلى تهجير ملايين السوريين إلى الدول المجاورة والعالم.
التعاون الأردني مع المفوضية
في سياق متصل، بحث وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، أيمن الصفدي، مع غراندي سبل التعاون في ملف اللاجئين السوريين، مؤكدًا على أهمية تهيئة الظروف المناسبة للعودة الطوعية للاجئين إلى بلادهم. كما شدد رئيس الوزراء الأردني، جعفر حسان، على أهمية الشراكة بين الأردن والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين في توفير الخدمات الأساسية للاجئين، داعيًا المجتمع الدولي إلى دعم الدول المضيفة والعمل على خلق ظروف العودة الطوعية والآمنة للسوريين.
وأكد غراندي خلال اجتماع مع حسان أن المفوضية بصدد وضع خطة شاملة لمساعدة اللاجئين السوريين العائدين إلى بلدهم والدول المضيفة لهم.
الدعم الدولي والعودة الطوعية
في 27 من كانون الثاني، دعا غراندي إلى تحرك دولي لدعم السوريين العائدين، مشيرًا إلى ضرورة توفير الدعم لإعادة بناء المنازل والبنية التحتية واستعادة الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والكهرباء والمياه النظيفة. كما أكد على أهمية رفع العقوبات كحافز للتعافي ودفع عجلة العودة، قائلاً: "العديد من الأسر تتخذ خطوة شجاعة بالعودة إلى ديارها، راغبة في مستقبل أفضل، ولكنها تواجه صعوبات هائلة".
أرقام وحقائق
منذ سبتمبر 2024، عاد أكثر من 500 ألف لاجئ سوري إلى بلادهم، بما في ذلك 200 ألف لاجئ بعد سقوط نظام الأسد. ووفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بلغ عدد النازحين في سوريا أكثر من 7 ملايين و426 ألفًا، منهم مليونان و229 ألفًا و877 شخصًا كانوا يقيمون في مخيمات، بينما عاد منهم 706 آلاف و673 شخصًا.
في الوقت نفسه، حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من أن سوريا لا تزال تواجه "تهديدًا ثلاثي الأبعاد"، يتمثل في انعدام الأمن وأزمتين اقتصادية وإنسانية، بعد مضي ثلاثة أسابيع على سقوط النظام.
تظل الأعين متجهة نحو المستقبل، حيث يتوقع الكثيرون أن يتطلب الأمر مزيدًا من الوقت والجهود لتحقيق العودة الآمنة والمستدامة للاجئين السوريين.