الفصائل العسكرية تشن هجومًا على مواقع النظام السوري في ريف حلب الغربي
شنّت الفصائل العسكرية في شمال غربي سوريا صباح اليوم الأربعاء هجومًا مكثفًا على مواقع قوات النظام السوري في ريف حلب الغربي، ردًا على تصعيد القصف الذي أعلنته الأخيرة بقذائف الصواريخ على مدينة دارة عزة.
وتأتي هذه العمليات العسكرية في إطار تفاقم حدة التوتر في المنطقة، حيث أفادت التقارير بوقوع حركة نزوح كبيرة من مناطق القتال نحو المناطق الآمنة.
ووفقًا لمراسل شبكة قاسيون، بدأت الفصائل العسكرية عملياتها الهجومية على محورين استراتيجيين في ريف حلب الغربي، وعلى الفور قامت قوات النظام بالرد بقصف عنيف على مدينة دارة عزة، حيث تركزت الضربات الصاروخية على مناطق سكنية، مما أسفر عن مقتل وجرح العديد من المدنيين وتدمير الممتلكات.
وقد أكدت مصادر من هيئة تحرير الشام أن هذا الهجوم يأتي تلبيةً لنداء الواجب في مواجهة التهديدات التي تمثلها الحشود العسكرية للنظام. ونقلت عن قائد ميداني قوله: "الإجراءات العدوانية التي ينفذها النظام تُعَدُّ تهديدًا فوريًا لأمن المناطق المحررة، وتلقى على عاتقنا مسئولية الدفاع عن المدنيين وممتلكاتهم".
وفي توتر إضافي، سُمع دوي الطائرات الحربية في أرجاء محافظة إدلب، وتحديدًا في البلدات الشرقية، مما أدى إلى فرار العديد من الأسر نحو مناطق أكثر أمانًا على الحدود التركية. وقد دخلت الطائرات الحربية التابعة للنظام الأجواء السورية في إدلب، الأمر الذي يعد الأول من نوعه منذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوقيع عليه في آذار 2020 بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين.
بدورهم، أكد قادة الفصائل العسكرية انطلاق عملية عسكرية جديدة تُسمّى "ردع العدوان"، والتي تُركّز على ضرب مواقع النظام في مختلف محاور القتال. حيث أشار المقدم "حسن عبد الغني"، أحد القيادات العسكرية البارزة، إلى أن "هذا الهجوم يأتي في إطار رؤية شاملة للدفاع عن شعبنا وضمان سلامتهم".
وفي تغطية ميدانية، أفادت مصادر عسكرية بأخبار تُشير إلى سيطرة الفصائل العسكرية على بلدة قبتان الجبل في ريف حلب الغربي، رغم عدم وجود تأكيد رسمي بشأن ذلك حتى لحظة كتابة هذا الخبر.
كما استمرت قوات النظام في قصف مدينة إدلب ومناطق أخرى عبر سلسلة من الغارات الجوية، مستهفِفةً بلدات دير سنبل ومعربليت والبارة في جبل الزاوية، مما يرفع من مستوى القلق والتوتر في المنطقة في ظل تداعيات النزاع المستمر.
تواكب هذه الأحداث تصاعدًا ملحوظًا في العنف العسكري، مما ينذر بمزيد من التوترات وازدحام على الحدود، في الوقت الذي يسعى فيه المدنيون للحفاظ على حياتهم.