غارات إسرائيلية تتكرر في القصير: ما هي الأهداف الحقيقية وراء هذا التصعيد؟
شنت القوات الجوية الإسرائيلية سلسلة من الغارات الجوية المتكررة على مواقع متعددة في محافظة القصير، الواقعة جنوب غرب حمص على الحدود السورية- اللبنانية، مستهدفة بشكل خاص طرقًا وجسورًا حيوية، وذلك للمرة الثانية خلال فترة وجيزة.
وفي تفاصيل الحادث، أفادت الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا) يوم الاثنين 25 نوفمبر 2023، نقلاً عن مصدر عسكري لم تسمّه أن الطائرات الإسرائيلية قامت بشن "عدوان جوي" من اتجاه الأراضي اللبنانية، حيث استهدفت النقاط المذكورة التي كانت قد تعرضت للقصف في وقت سابق. وقد أسفرت هذه الضربات عن إصابة مدنيين اثنين بجروح، بالإضافة إلى وقوع خسائر مادية واسعة.
وقد أوردت الوكالة خبرًا عاجلًا عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث أكدت أن الهجوم الإسرائيلي استهدف ثلاثة جسور رئيسية هي: الحوش ومطربة والحضور وجوسيه، جميعها تقع ضمن نطاق منطقة القصير.
من جانبها، أعلنت القوات الإسرائيلية عبر المتحدث الرسمي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، أن هذه الغارات تأتي في إطار استهداف محاور نقل استخدمها "حزب الله" اللبناني، المدعوم من إيران، لنقل الأسلحة من سوريا إلى لبنان. وأكد أدرعي أن هذه العمليات تستهدف بشكل خاص القدرة العملياتية للحزب، معتبراً أن "حزب الله" يستغل البنى التحتية المدنية لأغراض عسكرية وإرهابية.
وفي الوقت نفسه، أوضحت إسرائيل أن تلك الهجمات هي استمرار لجهود الجيش الإسرائيلي الرامية إلى قطع إمدادات الأسلحة عبر الحدود السورية- اللبنانية، ومعالجة الأنشطة التي تقوم بها "الوحدة 4400" التابعة للميليشيا في نقل الأسلحة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الغارات ليست حديثة العهد، فقد كان تاريخ 13 نوفمبر 2023 هو الأوسع في سلسلة الضربات التي استهدفت الطرق والجسور في القصير، حيث تمكنت إسرائيل من قطع جميع الممرات المؤدية إلى المدينة بشكل كامل. واستمرت الغارات بوتيرة مكثفة على مدى الأسابيع الماضية، في محاولة لتعطيل الإمدادات العسكرية إلى "حزب الله".
وفي تطور متصل، تعرضت مناطق أخرى في حمص لضربات جوية إسرائيلية، حيث عانت مدينة تدمر الشرقي والتي شهدت العديد من الضحايا في 20 نوفمبر بسبب الهجمات الإسرائيلية المتزايدة.
خلال السنوات الأخيرة، شهدت مدينة القصير، التي تعد مركزًا حيويًا متعدد الطوائف، العديد من الهجمات العسكرية الإسرائيلية التي تستهدف مواقع يعتقد أنها تستخدم لتخزين الأسلحة التي يديرها "حزب الله". وقد انتقدت الجهات الرسمية السورية هذه الضربات، مُعتبرة إياها انتهاكًا للسيادة الوطنية، مع تأكيدها على وجود أهداف مدنية في بعض الأحيان.
يُعتبر الوضع في القصير، الذي يضم أكثر من 80 قرية ويرتبط بمعبر "جوسية" الحدودي، معقدًا، حيث يمكن اعتباره نقطة توتر بين الفصائل المسلحة ودولة إسرائيل، في ظل الأوضاع السياسية المعقدة في المنطقة.