تواصل محافظة حمص، بالتعاون مع الفرق التطوعية، أعمال إزالة الحواجز الإسمنتية التي وضعها النظام المخلوع في شوارع المدينة، والتي كانت تهدف إلى حماية الأفرع الأمنية وتقطيع أوصال المدينة.

وأفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) اليوم الإثنين، أن هذه الخطوات تأتي ضمن إطار مبادرة "حمص بلدنا"، التي نجحت حتى الآن في إزالة نحو 8 آلاف حاجز إسمنتي، مما يسهم في إعادة فتح الطرقات وتسهيل حركة المرور داخل المدينة. تعتبر هذه الإجراءات جزءًا من جهود إعادة تأهيل البنية التحتية في حمص بعد سنوات من القيود الأمنية التي فرضها النظام السابق، وسط مطالبات محلية بمواصلة العمل حتى إزالة جميع العوائق المتبقية.

إرث الحواجز الأمنية في سوريا

منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، اعتمد النظام المخلوع على الحواجز الأمنية كأداة رئيسية للسيطرة العسكرية والأمنية على المدن والبلدات. انتشرت آلاف الحواجز الإسمنتية في مختلف أنحاء البلاد، لا سيما في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية والمناطق التي شهدت احتجاجات واسعة ضد النظام.

تحولت الكثير من هذه الحواجز إلى مراكز اعتقال، حيث تعرض المدنيون لتفتيش دقيق وعشوائي أدى إلى اعتقال الآلاف، بما في ذلك نشطاء سياسيون وطلاب وعمال ونساء وأطفال. كما تعرض المارّة للاستجواب والإذلال، واستغلت قوات النظام هذه الحواجز لفرض إتاوات مالية على السكان، مما زاد من ضغوط الحياة اليومية ورفع الأسعار في الكثير من المدن والبلدات، وجعل التنقل بين الأحياء والمدن مخاطرة يومية كبيرة.

تأتي جهود إزالة هذه الحواجز كخطوة نحو استعادة الحياة الطبيعية في حمص، وتخفيف الأعباء عن المواطنين، وتدعيم جهود إعادة الإعمار في المدينة.