استهداف قيادي رفيع في مجموعة "القيصر" التابعة للمخابرات الجوية بريف دمشق
تلقى الوسط الإعلامي والسياسي في سوريا نبأ مقتل أسامة فايز يزبك، المتزعم لمجموعة "القيصر" التابعة للمخابرات الجوية، وذلك إثر تعرضه لإطلاق نار مباشر من أحد عناصر مجموعته، في حادثة وقعت يوم الخميس الماضي في مدينة عدرا بريف دمشق. وفقاً لما أوردته مصادر مطلعة، فقد تمت عملية الاغتيال داخل بناية المرسيدس، مما يثير تساؤلات عديدة حول الدوافع التي تقف وراء هذا الهجوم.
تُعرف مجموعة يزبك، التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بعمليات إعادة الأمن والنظام في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري، بتورطها في عمليات عسكرية متعددة خلال الحملات التي شنها النظام في ريف دمشق ومحافظة درعا في عام 2018. حيث انخرطت المجموعة في معارك عنيفة، بالإضافة إلى ممارسات تعفيش ونهب لمنازل المدنيين خلال تلك الفترات.
المدعو أسامة فايز يزبك، الذي ينحدر من قرية بتغرامو في مدينة جبلة بمحافظة اللاذقية، استطاع أن يثبّت قدمه في أروقة المخابرات الجوية، ليترأس مجموعة "القيصر"، التي استقرت في مدينة عدرا منذ عام 2022 بعد تنقلات عديدة شملت بلدة خربة غزالة وبصر الحرير، حيث كانت المجموعة تمارس فيها أنشطة إجرامية وفرض إتاوات على المدنيين.
بعد سيطرة النظام على المناطق الجنوبية، أسس يزبك مجموعة من الحواجز العسكرية التي كانت تعرف بفرض الإتاوات والاعتداء على المدنيين، ما أدى لاحقاً إلى فقدان عدد من عناصره في عمليات اغتيال متكررة، مما شكل ضغوطاً إضافية على استمرارية عمل المجموعة.
التجمع المعارض "أحرار حوران" أشار إلى أن وسائل الإعلام القريبة من النظام اكتفت بالإبلاغ عن مقتل يزبك دون التطرق إلى ملابسات الحادث، مما يعكس وجود توترات داخل الفروع الأمنية. إن مقتل شخصيات ذات نفوذ مثل يزبك قد يعكس مزيداً من الانقسامات والتوترات بين مختلف عناصر النظام وبالتالي فإن هذا الحادث لا يمثل مجرد حادثة فردية، بل يبدو أنه حلقة ضمن سلسلة من الصراعات الداخلية في البيئة الأمنية السورية.
وسط هذا الوضع المعقد، يبقى مصير مجموعة يزبك وولاء عناصرها معلقاً، بعد رحيل أحد أبرز قادتها، حيث ستتجه الأنظار إلى المرحلة التالية التي ستتطلبها الأوضاع الأمنية في المناطق التي كانت تحت سيطرتهم.