مصرع شقيقين نتيجة انفجار لغم في ريف درعا
لقي الشقيقان نعيم وأحمد الحريري مصرعهما، وأصيب شقيقهما وليد، جراء انفجار لغم في محيط مدينة داعل في ريف درعا الشمالي. الحادث وقع في السهول المحيطة بالمدينة، حيث أفادت شبكة "درعا 24" بأن الانفجار أسفر عن وفاة الشقيقين وإصابة وليد، في تكرار مأساوي لمآسي مخلفات الحرب التي تواصل حصد الأرواح في المنطقة.
تعد هذه الحادثة جزءًا من سلسلة من الحوادث المميتة التي شهدتها درعا، حيث حصدت الألغام الأرضية ومخلفات الحرب أرواح العشرات، خصوصًا الأطفال الذين يمتهنون رعي الأغنام. وفي الوقت الذي ترفض فيه قوات النظام إرسال فرق مختصة لإزالة هذه المخلفات، بحجة عدم توافرها، تبقى حياة المدنيين في خطر دائم.
في سياق هذه الحوادث، دق مكتب "برنامج الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية" (أوتشا) ناقوس الخطر، محذرًا من أن نصف سكان سوريا معرضون لخطر المتفجرات. وأشار المكتب إلى أن حوالي 300 ألف من مختلف الذخائر المتفجرة ما تزال كامنة ولم تنفجر بعد في أرجاء البلاد، مما يضاعف من المخاطر التي تواجه المدنيين.
وفقًا لتقرير صادر عن منظمة "الإنسانية والإدماج الدولية"، سُجل في عام 2020 ما معدله 76 حادثة ذخائر متفجرة يوميًا، أي ما يعادل حادثة واحدة كل 20 دقيقة. هذا يعني أن شخصًا من كل شخصين، أي أكثر من 10 ملايين شخص، معرضون للخطر.
كما أوضح المدير التنفيذي الأميركي للمنظمة، جيف مير، أن ثلاثة أرباع الناجين من هذه الحوادث ليس لديهم أدنى فكرة عن أن المنطقة كانت خطرة قبل الانفجار. وشدد على ضرورة تعليم المجتمعات كيفية تحديد المخاطر وتجنبها.
في تقريره السنوي، أعلن مرصد الألغام الأرضية (Mine Action Review) أن سوريا سجلت للعام الثالث على التوالي أكبر عدد من الضحايا الجدد للألغام المضادة للأفراد أو مخلفات الحرب القابلة للانفجار، حيث وثق 834 ضحية في عموم سوريا. يغطي التقرير استخدام الألغام حول العالم في العام 2022 والنصف الأول من العام الحالي 2023، ويعتبر مرجعًا مهمًا للدول الموقعة على اتفاقية أوتاوا لحظر استخدام الألغام المضادة للأفراد.