"تسقط موسكو ولا تسقط درعا".. "أدهم الكراد" انضم إلى التسوية وأصر على معارضة النظام
قاسيون - متابعات
اُغتيل اليوم الأربعاء 14 تشرين الأول، "أدهم الكراد" " القيادي السابق في فصائل الجنوب السوري، صاحب عبارة "تسقط موسكو ولا تسقط درعا".
أدهم الكراد، الملقب بـ “أبو قصي”، شغل منصب قائد “كتيبة الهندسة والصواريخ”، وكان أحد قادة غرفة عمليات “البنيان المرصوص” في الجبهة الجنوبية، في أثناء سيطرة فصائل المعارضة على المنطقة قبل تموز 2018، ثم شارك كعضو في لجنة التسوية.
بعد شهر من سيطرة نظام الأسد على درعا، شارك الكراد بمظاهرة شعبية كانت الأولى من نوعها في ساحة الجامع العمري بدرعا البلد، نددت بالمتطوعين من أبناء المحافظة في صفوف قوات النظام، وطالبت بالإفراج عن المتعقلين.
وفي حزيران 2019، عبّر الكراد عبر صفحته في "فيس بوك" عن رفضه مشاركة أبناء درعا في صفوف قوات النظام، خلال المعارك ضد فصائل المعارضة على جبهات إدلب وحماة، وهدد بعصيان مدني قائلاً، "درعا لن تسلّم فلذات أكبادها لتجعلوها حطباً لمشاريعكم".
تعرض الكراد لمحاولة اغتيال في أيلول 2019، بعد أن أصبح الرجل مُستغرباً، فمن جهة يتهم بالضلوع في تسليم درعا للنظام، ومن جهة أخرى يعتبر معارضاً حافظ على ثوريته أمام نظام الأسد،
سبقها بأشهر، انتقاده سلوك روسيا في تسيير اتفاق التسوية، معتبراً روسيا تماطل بوعودها في محافظة درعا، خاصة في ملف المعتقلين، مضيفًا أن هذا الملف لا يزال معلقًا و"يدور في فلك تائه"، ولم تتعدَّ الوعود الروسية "كلمة سنحاول، وفيها تسويف".
رد الكراد على منتقدي بقائه في درعا، بالقول إن درعا تشهد "ثورة جديدة"، تحافظ خلالها على ثوابت الحرية والكرامة.
مطلوب لنظام الأسد.. الكراد يفارق الحياة بعملية اغتيال منظمة
في نيسان 2019، ظهرت أولى خطوات نظام الأسد للتخلص من الكراد، حيث تسلّم القيادي السابق "دعوى قضائية" تطالبه بتسليم نفسه إلى الأمن أو الاعتقال والإحضار بالقوة، بموجب طلب من لجنة "توثيق الجرائم والإرهاب" في وزارة العدل التابعة لنظام الأسد.
رد الكراد بمطالبته شطب الدعوى المرفوعة ضده بشكل فوري، معتبراً أنها باطلة، على اعتبار أنه مشمول باتفاق التسوية المبرم مع الجانب الروسي والنظام، الذي يمنع اعتقال المنضمين إليه، إضافة لاتهامه جهة الادعاء بالتزوير والتلفيق والتشهير والطعن، مطالباً بالتعويض المناسب.
يرجح وقوف مخابرات نظام الأسد ورئيس فرع الأمن العسكري في المنطقة الجنوبية العميد لؤي العلي، خلف عملية اغتيال الكراد، لكونه على علم مسبق برحلة الكراد إلى دمشق، ما سهل عليه التخطيط وإعطاء الأوامر للتخلص منه.
وفي التفاصيل المتوفرة عن اغيال الكراد، فإن سيارة فان مغلق، طاردت سيارة الكراد ورفاقه، وبعد توقفهم بإحدى محطات الوقود، بدأت المجموعة بإطلاق النار على سيارة الكراد ما أدى لاحتراقها ومقتل جميع ركابها.
كما أسفرت العملية عن مقتل القيادي السابق في فصيل أحفاد الرسول "أحمد فيصل المحاميد" وكلاً من راتب أحمد الأكراد واثنين آخرين كانوا برفقتهم.
وأضافت المصادر أن الكراد كان متجهاً نحو العاصمة دمشق للمطالبة بجثامين الشهداء الذين قضوا في معركة الكتيبة المهجورة في ريف درعا الأوسط قبل سنوات.
وتتجه أصابع الاتهام في العملية إلى مخابرات النظام رئيس فرع الأمن العسكري في المنطقة الجنوبية العميد لؤي العلي، الذي كان على علم مسبق برحلة الأكراد إلى دمشق، ما سهل عليه التخطيط وإعطاء الأوامر للتخلص منه.
يؤكد تلك الشكوك أن الحادثة وقعت في منطقة خاضعة لسيطرة النظام ولم يسبق للمعارضة أن سيطرت عليها.
وكان الكراد من أكثر المنتقدين للنظام والمشروع الإيراني في الجنوب، بالإضافة لتوجيه انتقادات متكررة للضامن الروسي الذي تخلى عن كل تعهداته وساهم باغتيال المئات من أبناء المنطقة.
وكانت فصائل المعارضة في درعا وقعت اتفاقية مع النظام السوري والجانب الروسي في تموز 2018، قضت ببقاء الراغبين من مقاتلي الفصائل داخل المحافظة وخروج الرافضين إلى إدلب، إضافة إلى عدد من البنود، كان أهمها إخراج المعتقلين من السجون، وعدم ملاحقة المطلوبين بعد تسوية أوضاعهم، إلى جانب إزالة القبضة الأمنية عن السكان.
وخلال تلك الفترة كان الكراد أحد أعضاء لجنة التسوية، ونتيجة ذلك بقي في مدينة درعا، ليبدأ “ثورة جديدة”، عبر صفحته في “فيس بوك”، التي يؤكد من خلالها على ثوابت الحرية والكرامة التي نشدتها درعا منذ ثمانية أعوام.