وكالة قاسيون للأنباء
  • الاثنين, 23 ديسمبر - 2024

هل عماد خميس في السجن أم في المشفى ..؟

قاسيون ـ خاص

تحدثت العديد من المصادر الإعلامية ، بأن رئيس الوزراء المعفى من منصبه ، عماد خميس ، كان يخطط لاختلاس 400 مليون دولار ، بالإتفاق مع أحد تجار الحرب ، والهرب بها إلى خارج البلد ، وقد قام بشار الأسد بإقالته بناء على هذا الأمر ، وهو الآن يقبع في سجن عدرا ، وسط تكتم شديد من قبل الإعلام الرسمي عن ذكر أي معلومة فيما يخص هذه القضية ..

وفي السياق ذاته ، أكدت صحيفة "العربي الجديد" بأن عماد خميس وبعد دخوله السجن بأيام تعرض لأزمة قلبية ، ما استدعى نقله إلى مشفى الشامي ، حيث رجحت الصحيفة ، بحسب مصادرها ، أنه قد يلقى حتفه هناك ، مثلما جرت العادة في تصفية المسؤولين السوريين ، عندما يكون بحوزتهم ملفات فساد كبيرة ..

من جهتنا في موقع "قاسيون" حاول تتبع قضية عماد خميس ، ومن مصادر إعلامية في دمشق ، حيث أقصى ما استطعنا التوصل إليه ، بأن هناك كلاما واسعا في الشارع السوري ، وفي الوسط الإعلامي على وجه الخصوص ، يتحدث عن اعتقال عماد خميس على خلفية قضايا فساد مالي ، إلا أن أحدا لا يستطيع تأكيد هذه المعلومات أو نفيها ، لأنه يجري التكتم على الموضوع بشكل كبير ولا أحد يجرؤ التحدث عنه .

كما أفادت هذه المصادر ، بأن اعتقال رئيس وزراء لا يمكن أن يجري التكتم عليه على هذا النحو ، بل لا بد أن يصدر عن الجهات المعنية ، ولو إشارة إلى أن هناك قضية فساد مالي متهم بها خميس ، إلا أنه لم يصدر أي شيء من هذا القبيل ..

واستبعدت هذه المصادر ، أن يكون عماد خميس في السجن ، وإنما قد يكون رهن الإقامة الجبرية في منزله في حال كان هناك شبهة فساد ، فلا بد أن يتم اعتقاله علنا ووفقا لمذكرة قضائية واضحة ..

أما قصة وجوده في مشفى الشامي ، ويصارع الموت حاليا ، بسبب محاولات تصفيته من قبل النظام ، وكما ذكرت صحيفة "العربي الجديد" ، فقد أشارت مصادرنا بأن هذا ما يجري تداوله في الشارع السوري ، أما على المستوى الرسمي فلا يوجد حديث واضح في هذا الشأن ، وقد يكون في المشفى في وضع طبي عادي لإجراء بعض الفحوصات والعلاج من مرض البروستات الذي يعاني منه منذ فترة طويلة بحسب ما هو متداول .

وعلى مستوى آخر ، حاولنا تتبع قضية خميس من مصادر أعلى وعبر الاستعانة بناشطين في دمشق ، على صلة بجهات أمنية ، والذين أكدوا بأن خميس غير متورط بالسرقة بشكل مباشر ، وإنما بالتغطية على سرقات لشخصيات كبيرة وتجار حروب ، بمبالغ تصل إلى مليارات الليرات السورية .

ورجحت هذه المصادر ، أن يكون خميس قد انصاع لتوجيهات كانت تأتيه من القصر الجمهوري ، لتمرير بعض القرارات والصفقات دون حماية قانونية ، بعكس ما كان يطلب العديد من رؤساء الوزراء عادة عندما كان يتم توجيههم بالقفز فوق القوانين ، إذ أنهم غالبا ما كانوا يطلبون حمايتهم من هذه القرارات بصيغة بمراسيم وقرارات رئاسية ..

وهو ما حدث مع رئيس الوزراء المنشق رياض حجاب عندما طلب منه بشار الأسد الترخيص لشركتي الخليوي مقابل مبلغ 500 مليون ليرة ، فرفض هذا الأخير ، هو ووزير المالية ، ما دفعه للهرب من البلد ، بينما جرى الإطاحة بالوزير الذي كان يدعى محمد جليلاتي .

وبناء عليه توكد هذه المصادر ، بأن النظام قد يلجأ إلى التضحية بعماد عماد خميس ، وتحميله وزر الانهيار الاقتصادي في البلد ، والفساد ، ومن ثم تقديمه للشعب السوري ككبش فداء .

وفي السياق تواصلنا في موقع "قاسيون" مع أحد أصدقاء عماد خميس السابقين ، وابن منطقته وزميل دراسته ، وهو مهندس ومتعهد كبير فر إلى خارج البلد قبل أربع سنوات ، وطلب منا عدم الكشف عن اسمه ، حيث أشار إلى أن عماد خميس لا يمكن أن يسرق ، ولا يمكن أن يتم إغرائه بالأموال ، بسبب أنه ينتمي إلى بيئة محافظة ومكافحة ، وقد تولى العديد من المناصب قبل رئاسة الحكومة ، ولم تمتد يده إلى المال العام ، وظل يعمل في ورشة النجارة التي يملكها مع أخوته وورثها عن أبيه .

وأكد هذا المصدر ، بأن عماد خميس يمكن وصفه بالجبان والمساير والخائف والعميل للنظام ، إلا أنه لا يمكن أن يكون سارقا وفاسدا ، مشيرا إلى أن جبنه وطيبة قلبه ، هو من أوصله إلى أن يصبح مطية للنظام ، ويستخدمه في الأعمال القذرة لرجالاته .


//