وكالة قاسيون للأنباء
  • الاثنين, 23 ديسمبر - 2024

ابنة سليماني "بتحكي" لبناني

<p><strong>لم يتمعن كثيرون في المغزى الذي دفع مسؤوليين إيرانيين كبار للتحدث بلغة عربية فصيحة وسليمة ، وعلى رأسهم المرشد خامنئي والرئيس حسن روحاني ، وذلك بعيد مقتل قائد الحرس الثوري الإيراني ، قاسم سليماني ، في بغداد ، مطلع الشهر الحالي ، على يد القوات الأمريكية ..</strong></p> <p><strong>البعض اعتبر هذه الحركات ، بأنها لامتصاص نقمة الجمهور العربي ، الذي عبر عن سعادته وفرحه بمقتل مجرم أذاقهم الويل بجرائمه ، لذلك أراد المرشد خامنئي ، أن يتقرب منهم عبر الحديث بلغتهم ..&nbsp;</strong></p> <p><strong>أما البعض الآخر ، فقد ذهب للقول بأن خامنئي أراد أن يوجه رسالة للحكام العرب ، وبالذات حكام الخليج ، بأنه يتحدث بلغتهم وبشكل أفضل مما ينطقون بها ، وخصوصا أن فرحة الخليج العربي بمقتل سليماني ، اتخذت منحى آخر ، له علاقة بالمشروع الفارسي في المنطقة ، والصراع على بحر الخليج ، هل هو فارسي أم عربي .. ؟</strong></p> <p><strong>لكن هذه التفسيرات ، لم تخبرنا لماذا قرر خامنئي التحدث باللغة العربية في جنازة سليماني ، مخاطبا جمهوره الفارسي .. ومن ثم ما علاقة ذلك بسليماني ..؟</strong></p> <p><strong>الإجابة وجدها البعض لدى ابنة سليماني ، عندما تناقل ناشطون فيديو لها قبل أيام في جنوب لبنان ، خلال حفل تأبين لوالدها ، وهي تتحدث اللهجة اللبنانية ، كما لو أنها من أبناء الجنوب الأصليين ..&nbsp;</strong></p> <p><strong>لقد رأوا بهذا الفيديو ، أن عائلة سليماني كانت تعيش في لبنان أغلب وقتها ، وأن النظام الإيراني كان جادا في مشروعه الطائفي ، الساعي للسيطرة على المنطقة العربية ، وأنه يعمل عليه منذ سنوات طويلة وبطريقة التغلغل داخل المجتمعات العربية .. لدرجة أن المرشد ذاته ، وكأنه يحضر نفسه ، لأن يخطب باللغة العربية ، في إحدى ساحات الدول العربية ..&nbsp;</strong></p> <p><strong>وتحدث بعض المراقبين ، بأنه يجب أن لا نستهين بالمشهد الذي ظهر عليه&nbsp; خامنئي وأركان نظامه الكبار وهم يتحدثون العربية الفصيحة والسليمة ، وفي اعتقادهم أنها المرة الأولى التي يكشف فيها الإيرانيون ، بعضا من ملامح مشروعهم التوسعي والطائفي ، باستخدام الثقافة والمجتمع ، أكثر من استخدام القوة العسكرية ..&nbsp;</strong></p> <p><strong>وبرأيهم ، أن المرشد ، أراد أن يوصل رسالة ، بأن مرحلة سليماني العنفية ، لفرض المشروع الفارسي في المنطقة ، قد انتهت .. ونفس الشيء رسالة ابنته .. في الوقت الذي كان فيه سليماني قد أصبح رمزا للموت والقتل والإجرام القادم من إيران ..&nbsp;</strong></p> <p><strong>هذا يعني من جهة ثانية ، بأن إيران لن تتنازل عن مشروعها في المنطقة ، لكنها هذه المرة سوف تغير الطريقة .. لذلك يتوقع الكثير من المحلليين ، أن إيران ما بعد مقتل سليماني ، سوف تختلف كثيرا ، عن ما قبل مقتله .. وكل أدواتها العنفية التي كانت تسخدمها في المنطقة ، من أنصار الله في اليمن إلى أحزاب الله في لبنان والعراق ، بالإضافة إلى الحشد الشعبي ، سوف يتراجع مفعولها ، وسوف تتخلى عنها رويدا رويدا .. لأن هذه الأدوات أصبحت مكشوفة للعالم ولشعوب المنطقة .. وهي لم تزد هذه الشعوب سوى كرها لإيران ولمشروعها .. لذلك وجب التخلي عنها في المرحلة القادمة لصالح مشروع وطريقة أكثر نعومة وأقل عنفا ..&nbsp;</strong></p> <p><strong>والله أعلم ..!</strong></p> <p><strong>قاسيون ـ خاص </strong></p>
//