وكالة قاسيون للأنباء
  • الأحد, 22 سبتمبر - 2024
austin_tice

إستراتيجية الاغتصاب لدى «داعش» أيديولوجيا لقياس شرفهم!

<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">نقل تقرير لـ&laquo;<span dir="LTR">Rukmini Callimachi</span>&raquo; في صحيفة &laquo;نيويورك تايمز&raquo; قصة مقاتل في &laquo;داعش&raquo; اغتصب بوحشية فتاة في الثانية عشر من عمرها. ورغم مئات الفظائع التي ارتكبتها &laquo;داعش&raquo;، فإن هذه القصة تثير ذعرًا هائلاً لدى سامعيها.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">إن ما كشفت عنه الفتاة التي تعرضت للاغتصاب هو جزء من نهج العنف الجنسي، والاستعباد الذي تتبعه &laquo;داعش&raquo;. حكت ضحية تلو الأخرى كيف يتم خطفهن واستعبادهن وبيعهن من قبل داعش؟&nbsp;بزعم أن هذا مباح دينيًا:</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">&laquo;في كل مرة كان يغتصبني فيها، كان يتضرع إلى الله&raquo; تقول إف، وهي فتاة في الخامسة عشر من العمر أمسك بها قبل عام على جبل سنجار، وبيعت لمقاتل عراقي في العشرينيات من العمر. ومثلما صرحت أخريات للـ&laquo;نيويورك تايمز&raquo;، فلم ترغب سوى بالكشف عن الحرف الأول من اسمها بسبب العار الذي تشعر به جراء اغتصابها.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify">&nbsp;</p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>&laquo;ما انفك يخبرني أن هذه عبادة&raquo; تقول الفتاة...</strong></span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">تقول &laquo;<span dir="LTR">Callimachi</span>&raquo; في التقرير إن الاستعباد؛ والاغتصاب الممنهج، الذي تمارسه &laquo;داعش&raquo; بحق النساء الأيزيديات أصبح الآن عادة متواصلة، وليس مجرد فعل مبرر. وهذا يشمل مستودعات تودع فيها الضحية، وغرف استعراض حيث يتم الكشف عليها وتصنيفها، وأسطول من الحافلات لنقلهن.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">لا يتعلق الأمر فقط بسلوك شرير من قبل &laquo;داعش&raquo;، بل إن الأمر يتعلق بكره الطائفة الأيزيدية. يمثل الاغتصاب إستراتيجية بالنسبة لهم، ووسيلة يجري تجنيد الشباب عبرها وإرهاب المجتمعات المستهدفة. وهو بمثابة أيديولوجيا أيضًا، ليست مجرد أيديولوجيا تحكمها تفسيرات محرفة للدين، وإنما بالنوع والجنس أيضًا. هذا ليس شيئًا نناقشه مثل المكون الديني للجماعة، لكنه يفرض نفسه حينما تنظر إلى ما ذكرته &laquo;<span dir="LTR">&raquo;Callimachi</span> إلى جانب بحوث أخرى أجريت على العنف الجنسي الذي تمارسه &laquo;داعش&raquo;.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">إن اغتصاب واستعباد &laquo;داعش&raquo; للنساء الأيزيديات هو جزء من أيديولوجيا عنف جنسي أكبر وأكثر قبحًا. فهي أيديولوجيا تراها الجماعة وسيلة لقياس شرف الرجل، وذلك عبر اغتصاب نساء العدو وحماية نسائهم منه.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">ومن هذا المنطلق، لا تعتبر النساء من البشر، أو حتى وسيلة للامتنان الجنسي، بل هن وسيلة للرجال لقياس مدى انتصارهم أو هزيمتهم.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify">&nbsp;</p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>الاغتصاب وسيلة للشرف</strong></span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">وفي هذا السياق، وكما أخبر &laquo;ويل ماكانتس&raquo; من مؤسسة &laquo;بروكنغز&raquo; كاتبة المقال، يبدو أن &laquo;داعش&raquo; تعتبر نفسها تدافع عن نسائها من اغتصاب الآخرين.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">عادة ما لعب الجهاديون العرب على وتر الشرف لتجنيد مقاتلين محتملين، حسبما يوضح &laquo;ماكانتس&raquo; وذلك بالزعم أن النساء المسلمات تعرضن للاغتصاب، وأن الجهاد كان وسيلة للانتقام من سوء معاملتهن. وعندما شنت &laquo;داعش&raquo; حربها ضد الفصائل السنية الأخرى في سوريا، فقد عبرت عن حملتها صراحة أنها تهدف إلى حماية النساء.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">يقول &laquo;ماكانتس&raquo; &laquo;لقد اعتقدوا أن نساءهم جرى اغتصابهن من قبل المتمردين السنة الآخرين، لذا فقد تركز كامل هجومهم المضاد على الانتقام لهن&raquo;.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">مع نهج الاغتصاب الذي تتبعه، فإن محاولة &laquo;داعش&raquo; تقديم نفسها على أنها تناهض الاغتصاب يبدو نوعًا من التناقض. وبالطبع، لا يبدو سلوك داعش منطقيًا إذا كنت ترى الاغتصاب جريمة ضد النساء، أو حتى سلوكًا شهوانيًا من جانٍ فردي. لكنه سيبدو منطقيًا تمامًا إذا نظرت إلى الاغتصاب على أنه جريمة ضد شرف وتماسك مجتمع ما. وسيبدو منطقيًا إذا اعتقدت أن الاغتصاب جريمة، ليس بسبب ما يوقعه على الضحية، ولكن بسبب ما يوقعه على مجتمع الضحية.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">بهذا المنطق، يمثل اغتصاب الأيزيديات وسيلة &laquo;داعش&raquo; لإظهار انتصارها المبين على الطائفة الأيزيدية، وهو نصر عسكري وعقائدي، وذلك يرجع إلى الحجج الدينية التي يستخدمونها لتبرير استعبادهم &laquo;للكافرات&raquo;.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">ولكن مثلما ينظر إلى اغتصاب &laquo;داعش&raquo; للأيزيديات على أنه انتصار، فمن الممكن النظر إليه أيضًا على أنه هزيمة. فالخوف من اغتصاب الغرباء نساء &laquo;داعش&raquo; بوصفه عارًا، ليس بسبب الألم الذي سيسببه للمرأة، ولكن بسبب تلطيخ شرف رجال &laquo;داعش&raquo;.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">وهذا يساعد على فهم، لماذا كرست &laquo;داعش&raquo; العديد من مصادرها للاعتداءات الجنسية الوحشية؟ فالاغتصاب ليس مجرد وسيلة لتجنيد الرجال الغاضبين من مجتمعات محافظة جنسيًا، بل هو وسيلة للإظهار المتواصل لقوة التنظيم، ورمزًا جليًا على انتصاراته في المعركة.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">عندما يتم معاملة النساء على أنهن وسيلة لتحقيق الانتصارات في زمن الحرب، فإن أجسادهن تصبح ميادين للمعارك.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px">الحال نفسه انطبق على النساء في رواندا وفي دول أخرى. ربما تكون حالة &laquo;داعش&raquo; مثيرة للفزع بشدة بسبب الهوس في استخدام العنف الجنسي كوسيلة لإظهار تفوقها. ولكنها وسائل وحشية بشكل غير عادي ومثيرة للأسى في ذات الوقت.</span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify">&nbsp;</p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>عن نيويورك تايمز</strong></span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>ترجمة: عبد الرحمن النجار- ساسة بوست</strong></span></sup></span></p>