وكالة قاسيون للأنباء
  • الجمعة, 20 سبتمبر - 2024
austin_tice

إلى ماركيز: إنها «نور» ابنة السابعة في مذكرات العناية المشددة

<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">محمد جواد (قاسيون) - لا يمرّ أيّ شريط إخباري للقنوات الناطقة بالعربية، دون خبرٍ عن موت؛ أو فاجعة لأسرة سورية بكاملها، هنا يقول إعلامي بلغة الضاد على شاشة إحدى الفضائيات:&nbsp;&laquo;قام اليوم جيشنا الباسل باستهداف أوكار الإرهابيين في مدينة دوما!&raquo;، &nbsp;لن نختلف على هوية المذيع، الذي&nbsp;ربما يكون من الجنسية السورية، لكننا سنختلف عن طريقة سرده للخبر بأقل من طبيعية حين يهمُّ بالنشرة&nbsp;&laquo;مقتل عائلة سورية من ثمانية أفراد، بينما نجت &laquo;نور&raquo; ذات السنوات السبع من العمر&nbsp;في الغوطة الشرقية، التي لا تبعد سوى بضعة كيلومترات عن العاصمة دمشق&raquo;.</span></sup></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">الصدمة التي يواجهها الطبيب المعالج لا يمكن وصفها،&nbsp;&laquo;نور&raquo; الراقدة على أحد الأسرة في المشفى الميداني، في أول حديثها مع طبيب كان يعاين إصابتها الجسدسة البليغة، بما تأمن له من الادوات الطبية، هي أهون بكثير من إصابتها الإنسانية، الاجتماعية، العائلية التي ستفجع فيها في حال أدركت ما حصل، وهي تسأل: أين بابا وماما وأشقّائي؟</span></sup></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">إنها حال&nbsp;مدن وبلدات الغوطة الشرقية، التي تشهد ومنذ 20 يوماً، لحملة عنيفة من القصف الجوي والصاروخي،&nbsp;وكل ما تملكة قوات النظام من أسلحة ثقيلة، أوقعت مئات الضحايا والمصابين، ضمن سلسلة مجازر&nbsp;يعجز العقل عن تصورها، حيث تبصر عين الناظر إنهيار أبنية طابقية بشكل كامل فوق ساكنيها، وغالبا ما يخرجهم المسعفون أشلاء مضرجة بالدماء.</span></sup></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">يتحدث الطبيب المشرف على حالة الطفلة &laquo;نور&raquo;، في ما سماها &laquo;مذكرات في العناية&raquo;، نشرها على صفحة &laquo;المكتب الطبي الموحد لمدينة دوما وما حولها&raquo; مرفقة مع صورة الطفلة، والضمادات تغيب ملامحها، فيقول: &laquo;أفاقت نور ابنة السنوات السبع من غيبوبتها على سرير العناية الميدانية، نظرت إلى الضماد، الذي يغطي بقايا ساقها، انقلبت على وجهها وسألت عن عائلتها&raquo;.</span></sup></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">ويضيف الطبيب في مذكراته في العناية الميداني، &laquo;أجابتها دموع الطبيب، وهو يتذكر ما جرى! &raquo;، مستدركاً &laquo;هناك كانت جنازة لثمانية أشخاص، هم والداها وأشقاؤها وأعمّامها&raquo;.</span></sup></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">إلى جانب &laquo;نور&raquo; وفي العناية المشددة، يتمدد &laquo;هشام&raquo; و&laquo;يوسف&raquo; على أسرّتهم والحروق تغطي&nbsp;وجهيهما، الطفلان وهم أبناء عمومة، جمعهم اللعب في منزل واحد، حين باغتهم طيار بغارة&nbsp;استهدفت&nbsp;منطقة تجمعهم، لينتهي&nbsp;بهم المطاف جنباً إلى جنب في ‫العناية المشددة بعد الإصابة بحروق بالغة من الدرجة الأولى؛ والثانية؛ وفقدا بعضاً من أفراد عائلتهم في ذلك القصف، حسب &laquo;المكتب الطبي الموحد في دوما&raquo;.</span></sup></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">قصف طيران النظام، اليوم (الأحد)، منازل المدنيين في مدينة دوما أو &laquo;أوكار الإرهابيين&raquo;، كما يسميها الإعلامي &laquo;الفذ&raquo;على شاشاته، وأدى القصف إلى نقل مجموعة من الأطفال مع عشرات الجرحى جميعهم من النساء والشيوخ بعد انهياربنائين فوق رؤوسهم.</span></sup></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">إنها الغوطة... فيلم طويل لن ينتهي، خمسة أطفال أصيبوا في القصف، وصلوا إلى المشفى&nbsp;الميداني، عاين الأطباء أولهم على الأرض فتيبن أنه فارق الحياة، بينما يتألم آخر على السرير ويحاول ثلاثة من الأطباء والممرضين تسكين ألمه، وقد عصبوا عينيه لإبعاد الدماء التي تنزف بغزارة من رأسه، ثالث يبكى على سرير مجاور وساقه مصدر ألمه، بينما يستعجب المراقب من صمت وهدوء رضيعين تقلبهما أكف الأطباء الفاحصة، للتأكد من حالتهما والدماء تغطي كل نقطة من جسديهما الغضين.</span></sup></p> <p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">هكذا تدك قوات النظام و&laquo;بواسلها&raquo;، على مدار السنوات الفائته، أوكار &laquo;الإرهابيين الصغار&raquo; في مناطق سوريا، من درعا في الجنوب إلى إدلب وحلب في الشمال، ودير الزور والحسكة في الشرق، وما زالت منظمات الأمم المتحدة تبحث عن آليات تحدد فيها المسؤولين عن ارتكاب المجازر بحق الشعب السوري.</span></sup></p>