من أجل الحرية و العدالة و السلام …..
خرجت المظاهرات المليونية في سورية إلى الشارع بعد وجع الاعتقال والاعتداء الجنسي والغاز المسيل للدموع والرصاص الحي وانتهاكات عناصر الأسد وشبيحته. وبينما سعت وسائل إعلام نظام الأسد إلى تصوير أن ما يحدث على أنه فوضى وعمليات شغب وتواطؤ مع قوى خارجية إلا أن الثورة كانت تمثل مساراً طويلاً في سورية منذ أحداث حماة في ثمانينات القرن الماضي، فالشعب السوري الذي أطاح بالديكتاتوريات العسكرية قبل نظام الأسد سيطيح بذلك النظام المجرم.
وما يميز الثورة السورية والتي نالت إعجاب العالم أجمع مساهمة ومشاركة المرأة في جميع أنحاء البلاد، فنساء حماة يحملن تاريخاً قوياً من المقاومة والصبر وقد أورثت تلك النسوة أبناءهن روح الثورة فكانت المظاهرات أقوى من هيمنة الأسد وقوانينه وممارسته.
نظام مجرم هجّر وقتلَ وأجبر الملايين على النزوح واللجوء والعيش في أصعب الظروف ظناً منه أن الشعب سيطلب التوبة والصفح، إلا أن شعبنا السوري فضل عيش المنفى والخيام على أن يعيش في إسطبلات الأسد وزمرته وأذنابه.
لكن ما الذي قُدم لهذا الشعب الذي مر برحلة الصيف والشتاء وهو في الخيام والمنفى واللجوء؟
رغم أننا نشكر الدول على ما قدمته وكيف ساند الأشقاء العرب وغير العرب الشعب السوري ووقف معه إلا أن المأساة ما زالت مستمرة وما زال النزوح وضياع المستقبل مستمراً ولم يتم تلبية أبسط ما طلبه، وكأن حال لسان المجتمع الدولي يقول: "يفنى الشعب السوري ويبقى الأسد" ولم أستطع لغاية اليوم تحليل المعادلة تلك. وكذلك لم أفهم لماذا لم يتم تلبية مطالب الشعب السوري بالعيش الكريم والسلام وسياسة "صفر مشاكل" مع جميع الدول، ولا عذر للجميع إذا لم يحصل شعبنا على مقعدٍ متساو على كل طاولة.
وإن لم يتم تمثليهم على طاولة السلام وإذا لم تصن حقوقهم فأين تلك القوانين التي يتشدق بها الساسة ومجلس الأمن وكل من يدعي تمثيل الشعب السوري؟ قوانينهم مقيدة وتمييزية وعنصرية أيضاً.
لا يمكن تهميش الشارع الثوري والشعب السوري وشباب الثورة لأنهم مستقبل سورية وهم مركز الصدارة والشرعية في كل شيء في القيادة، الدستور والتفاوض والحلول السلمية وإلا فلن تنتهي الثورة وستستمر لتحطيم العقلية التي أنتجتها حكومة البعث وبعض مدعي الثورة.
ولا صوت يعلو على صوت الشعب السوري الذي تحمل كافة أنواع الظلم للعيش بكرامة وعلينا تلبية مطالبه مهما كانت فهو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة، وسلامٌ منا له.