وكالة قاسيون للأنباء
  • الخميس, 26 ديسمبر - 2024

إلى جماعة أستانة .. ما هو مصير إدلب ..؟

إلى جماعة أستانة .. ما هو مصير إدلب ..؟

قاسيون ـ رشا شماع

عاد الخوف ليخيم على محافظة إدلب ، في أعقاب القصف الروسي الهمجي الذي استهدف محطة المياه غربي المدينة ، منذرا بكارثة إنسانية كبيرة ، جراء انقطاع مياه الشرب ، فيما تشير التحليلات إلى أن القصف الروسي بدأ ياخذ منحى جديدا من خلال تقصد استهداف المرافق الحيوية لمعيشة السكان .

دلالات التصعيد الروسي يمكن قراءته أيضا على أنه يأتي بعد اجتماعات أستانة الأخيرة ، والتي لم يتم الكشف عن الكثير مما توصلت إليه ، كما هي العادة ، وإنما غالبا ما تظهر نتائجها على الأرض من خلال قضم المزيد من المناطق التي تخضع تحت سيطرة المعارضة .

ومن جهة ثانية لا يمكن إغفال دور المعارضة في تقديم الكثير من التنازلات عبر هذه الاجتماعات ، والتي بدأت حينما كانت تسيطر على أكثر من 70 بالمئة من الأراضي السورية ، وها هي اليوم لا تسيطر سوى على مناطق محدودة ، وأكثر من ذلك غير قادرة على حمايتها .

هذا يقودنا إلى استنتاج ، أن ما تقوم به روسيا من قصف همجي على مناطق إدلب ، إنما يجري بالاتفاق مع الأطراف التي شاركت في اجتماعات أستانة والمحسوبة على المعارضة ، وهو مؤشر خطير على ما تقوم به هذه الشخصيات من أدوار مشبوهة وعلى كافة الصعد .

قد يقول قائل ، إن اجتماعات أستانة هي مؤتمر إقليمي أو دولي ، لا يمكن للمعارضة السورية أن تلعب أي دور فاعل فيه ، وإنما تذهب إلى هناك لكي تستمع فقط لما اتفقت عليه الدول المشاركة من قرارات فيما يخص الوضع في سوريا .. وهو قول فيه الكثير من الصحة ، لكن هذه الدول لا يمكن أن تتخذ أي قرارات دون أن توقع عليها هذه الشخصيات المشاركة باسم المعارضة السورية .. لذلك كان الأولى بها ألا تذهب على الإطلاق ، لأن الواقع لن يرحمها فضلا عن التاريخ .

الكثير منا تابع في الآونة الأخيرة الدعوات التي أطلقها عدد كبير من الناشطين لرفع يد المعارضة الرسمية عن تمثيل السوريين ، وهذا نتيجة طبيعية ، بعد أكثر من عشر سنوات من فشل هذه المعارضة في تحقيق أبسط مطالب السوريين في الحرية والكرامة والديمقراطية . لكن من جهة أخرى ، هل يمكن أن يكون الحل فعلا بإزالة هذه المعارضة عن رأس المؤسسات التي تشغلها ..؟

الواقع يقول إن الأمور تبلورت وانتهت ، ولم يعد الأمر يتعلق بالأشخاص وإنما بالحالة التي غدت عليها هذه المؤسسات من ضعف وترهل ، بحيث لم يعد مجديا إصلاحها ، وبنفس الوقت لم يعد مجديا بناء مؤسسات جديدة .

باختصار ، حتى العام 2015 ، كانت المعارضة قوية وقادرة على فرض شروطها .. ثم بعد ذلك ، وبسبب التدخل الروسي ، باتت على الهامش ، وهي يوما بعد آخر يزداد تهميشها .

وبالعود للحديث عن مستقبل إدلب في أعقاب التصعيد الروسي الخطير ، يجب علينا أن نسأل الشخصيات التي شاركت في اجتماعات استانة الأخيرة .. لأنها ببساطة هي من وقعت على مصيرها ..