وكالة قاسيون للأنباء
  • الخميس, 1 مايو - 2025

الجيش الإسرائيلي يُحكم قبضته على القنيطرة ويُصعّد الانتهاكات بحق المدنيين في الجنوب السوري

القنيطرة، سوريا - في تصعيد خطير ينذر بتدهور الأوضاع الأمنية في المنطقة الجنوبية من سوريا، قام جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، بنصب حاجز عسكري عند تقاطع الطرق المؤدية إلى بلدات بيت تيما وقلعة جندل وبقعسم في منطقة جبل الشيخ بريف القنيطرة، في خطوة تهدف إلى تعزيز سيطرته على المنطقة وتضييق الخناق على السكان المحليين.


وتزامن ذلك مع قيام قوات الاحتلال بقطع الطرقات الرئيسية والفرعية داخل بلدة حضر، الواقعة في الريف الشمالي لمحافظة القنيطرة، وهي بلدة ذات غالبية درزية، مما أثار استياءً وغضباً واسعاً بين الأهالي الذين باتوا محاصرين ومحرومين من حرية التنقل.


وتأتي هذه التحركات الإسرائيلية في ظل توتر أمني متصاعد تشهده منطقتا أشرفية صحنايا وجرمانا بريف دمشق، وعدد من بلدات ريف السويداء، بالتزامن مع بيان هام أصدره شيخ عقل المسلمين الموحدين الدروز في السويداء، الشيخ حكمت الهجري، دعا فيه إلى "الحماية الدولية"، معتبراً إياها "حقاً مشروعاً لشعب أُبيد بالمجازر"، في إشارة واضحة إلى المخاطر التي تواجهها الطائفة الدرزية في ظل الفوضى والصراعات الدائرة في البلاد.


ومنذ سقوط نظام الأسد، تشهد المناطق الجنوبية من سوريا تصعيداً إسرائيلياً متواصلاً، تخللته غارات جوية استهدفت مواقع عدة، وتوغلات برية داخل المنطقة العازلة، مكّنت الاحتلال من السيطرة على مواقع استراتيجية أبرزها قمة جبل الشيخ، إضافة إلى تعزيز انتشاره العسكري في محافظة القنيطرة. وتواصل إسرائيل بناء قواعد عسكرية جديدة تمتد من جبل الشيخ حتى حوض اليرموك، يتم تجهيزها ببنية تحتية متكاملة تشمل الكهرباء والمرافق السكنية، إلى جانب شق طرق تصل إلى الحدود السورية، ما يشير إلى نية واضحة لترسيخ وجود طويل الأمد في المنطقة وتوسيع نطاق سيطرتها.


ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل اتخذت عمليات جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الأسابيع الأخيرة منحى أكثر خطورة، حيث لم تعد تقتصر على استهداف المواقع العسكرية، بل طالت المدنيين بشكل مباشر. ففي حادثة أثارت موجة من التنديد الشعبي، اعتدت قوة إسرائيلية، السبت الماضي، على مدني كان يتجول مع عائلته قرب سد المنطرة بريف القنيطرة الأوسط.


وتجدر الإشارة إلى أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، فقد سبقتها حوادث مأساوية أخرى، من بينها استشهاد أربعة مدنيين في 17 من آذار الماضي من جراء قصف استهدف محافظة درعا، وأعقبه في 25 من الشهر ذاته استشهاد ستة مدنيين بقصف على بلدة كويا في منطقة حوض اليرموك. كما أسفر قصف جوي إسرائيلي في 3 من نيسان على منطقة حرش الجبيلية، غربي مدينة نوى، عن استشهاد تسعة مدنيين، ما يرفع حصيلة الانتهاكات بحق السكان المدنيين إلى مستويات مقلقة للغاية.


ويثير هذا التصعيد العسكري الإسرائيلي المتواصل قلقاً بالغاً بشأن مستقبل المنطقة الجنوبية من سوريا، ويؤكد على الحاجة الملحة إلى تدخل دولي عاجل لوقف الانتهاكات بحق المدنيين وحماية حقوقهم، والضغط على إسرائيل للالتزام بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالجولان السوري المحتل. كما يستدعي الأمر تحركاً عربياً موحداً لمواجهة هذا التحدي المتزايد وحماية الأمن القومي العربي.