أردوغان يحذر من زعزعة استقرار سوريا ويتوعد برد بطرق مختلفة

أطلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سلسلة تصريحات حازمة اليوم، محذراً من أي محاولة لجر سوريا إلى "مستنقع جديد من عدم الاستقرار"، مؤكداً على أن تركيا سترد "بطرق مختلفة" على أي مساعٍ من هذا القبيل. وأضاف أردوغان أن وحدة الأراضي السورية "أمر لا غنى عنه" بالنسبة لتركيا، معرباً عن اعتقاده بأن الحكومة السورية تتصرف أيضاً بنفس المنطلق.
جاءت هذه التصريحات في سياق تصاعد التوترات الإقليمية وتزايد المخاوف بشأن مستقبل سوريا، حيث أكد الرئيس التركي على أن بلاده لن تسمح بفرض "أمر واقع" في المنطقة، ولا بأي مبادرة تهدد أو تعرض الاستقرار الدائم في سوريا والمنطقة للخطر.
وفي معرض حديثه عن التهديدات التي تواجهها سوريا، وجه أردوغان رسالة قوية إلى حزب العمال الكردستاني (بي كي كي)، قائلاً: "يجب على التنظيم الإرهابي (بي كي كي) أن يدرك أنه وصل إلى طريق مسدود وأن يلبي النداء الموجه له".
كما انتقد الرئيس التركي بشدة الهجمات الإسرائيلية على سوريا، واصفاً إياها بأنها "محاولة لتقويض المناخ الإيجابي الذي بدأ مع الإدارة الجديدة" في سوريا. ولم يوضح أردوغان ماهية "الإدارة الجديدة" التي يشير إليها، إلا أن تصريحاته تشير إلى قلق تركي متزايد بشأن تداعيات هذه الهجمات على الاستقرار الإقليمي.
وفي تطور آخر، كشف أردوغان عن تفاصيل مكالمة هاتفية "ودية ومثمرة للغاية" جمعته بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، معلناً عن لقاء مرتقب بينهما "وجهاً لوجه في أول فرصة". وأعرب عن ترحيبه بموقف ترامب الذي "يأخذ مخاوف وحساسيات تركيا في عين الاعتبار"، معتبراً أنه "كزعيمين يفهمان بعضهما البعض بشأن القضية السورية".
وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه العلاقات التركية الأمريكية تحسناً نسبياً بعد فترة من التوتر، خاصة فيما يتعلق بالملف السوري. وتأمل أنقرة في أن يسهم هذا التفاهم المتبادل في إيجاد حلول مستدامة للأزمة السورية، تضمن وحدة أراضي سوريا وتحافظ على استقرار المنطقة.
يبقى أن نرى كيف ستترجم هذه التصريحات والتحذيرات على أرض الواقع، وما هي "الطرق المختلفة" التي أشار إليها أردوغان والتي ستتبعها تركيا في حال استمرت محاولات زعزعة استقرار سوريا. وستكون المباحثات المرتقبة بين أردوغان وترامب محطة حاسمة لتحديد مسار العلاقات التركية الأمريكية والجهود المشتركة لحل الأزمة السورية.