وكالة قاسيون للأنباء
  • الاثنين, 21 أبريل - 2025

الخوذ البيضاء في سوريا: من إنقاذ الأرواح إلى بناء المستقبل بعد سقوط الأسد


أفاد تقرير للإذاعة الأميركية العامة (NPR) بتحولات جذرية تشهدها منظمة الخوذ البيضاء في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، حيث انتقلت مهامها من إنقاذ الضحايا تحت الأنقاض إلى المساهمة في "بناء مستقبل جديد لسوريا".

تأسست الخوذ البيضاء عام 2013 كفريق تطوعي للإنقاذ في مناطق المعارضة، ونالت شهرة عالمية بشجاعتها، مع ترشيحها لجائزة نوبل للسلام وفوز فيلم وثائقي عنها بجائزة أوسكار 2017. وبعد سقوط النظام، تولى مؤسس المنظمة، رائد صالح، منصب وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، وانتشرت فرقها في جميع أنحاء سوريا، بما فيها دمشق، لتقديم خدمات الإطفاء، إزالة الذخائر غير المنفجرة، وإصلاح البنية التحتية كالطرق وشبكات المياه.

مهام موسعة وتحديات مستمرة:

أشاد مواطن دمشقي، محمد باسم سعيد (65 عاماً)، بكفاءة فرق الإطفاء التابعة للخوذ البيضاء، التي أطفأت حريقاً في شقته دون طلب رشاوى، على عكس ممارسات النظام السابق. ومع انتهاء الحرب، يواجه الفريق تحديات جديدة، إذ يخدم أكثر من 20 مليون شخص بدلاً من 5 ملايين خلال الحرب، بتنفيذ 15 ألف مهمة شهرياً تشمل إزالة المقابر الجماعية، البحث عن المفقودين، ومعالجة آثار الهجمات الإسرائيلية والطائفية، إلى جانب مهام الدفاع المدني التقليدية.

ورغم تقليص التمويل الدولي، خصوصاً من الولايات المتحدة في عهد ترامب، توسعت المنظمة لتشمل أكثر من 3300 عضو، بينهم متطوعون سابقون أصبحوا موظفين رسميين.

من التطوع إلى القيادة:

يجسد مصطفى بكار، رئيس العمليات في دمشق، قصة التحول، حيث انتقل من بائع دواجن في دوما إلى قائد إنقاذ بعد إصابته خلال الحرب. ويعمل أعضاء الخوذ البيضاء اليوم إلى جانب موظفي النظام السابق لخدمة السوريين دون تمييز، مستعدين لمواجهة أي كارثة، من إنقاذ الحيوانات إلى الاستجابة للأزمات الكبرى.

تجاوز حملات التشويه:

خلال حكم الأسد، واجهت الخوذ البيضاء حملات تشويه وُصفت فيها بالإرهاب، مع اتهامات من النظام وحليفته روسيا. لكن في 8 ديسمبر 2024، تحركت قافلة المنظمة من شمال غربي سوريا إلى دمشق. ويعبر عامر ظريفة (32 عاماً)، أحد أعضاء الفريق، عن مشاعر مختلطة بالفرح والحزن وهو يخدم في مركز إطفاء جديد بالعاصمة، مؤكداً التزامهم ببناء سوريا موحدة.