وكالة قاسيون للأنباء
  • الأربعاء, 2 أبريل - 2025

استنفار أمني واسع وعناصر الأمن يقدمون ضيافة للمصلين


شهدت المدن والبلدات السورية، صباح الإثنين، أول أيام عيد الفطر، استنفاراً أمنياً كبيراً لضمان سلامة الأهالي وحماية الطرق والساحات العامة. ومنذ ساعات الفجر الأولى، انتشرت قوات "الأمن الداخلي" وعناصر الشرطة التابعون لوزارة الداخلية على مداخل المناطق وفي مراكز المحافظات، تزامناً مع توجه السوريين لأداء صلاة العيد في المساجد والساحات المحددة. وأفاد مراسلون أن دوريات الأمن بدأت عملها منذ ليلة الأحد، مدعومة بتعزيزات أُرسلت إلى الأماكن العامة لتأمين الاحتفالات وتسهيل حركة المواطنين.

وأكدت وزارة الداخلية أن هذا الانتشار يهدف إلى تعزيز الأمن والطمأنينة، مشيرة إلى أن القوات تسعى لمشاركة الأهالي فرحة العيد في ظل أجواء مستقرة. ففي حماة، نظمت قوات الأمن الداخلي عرضاً عسكرياً في الشوارع الرئيسية قبل أن تنتشر في الأحياء والقرى المحيطة، حيث لاقت هذه الخطوة استحسان السكان الذين احتشدوا للصلاة. وفي درعا، تركزت الوحدات الأمنية حول الملعب البلدي الذي شهد توافد المصلين بأعداد كبيرة، بينما كثفت قوات الأمن تواجدها في دير الزور حول "نادي الضباط" ومساجد المدينة التي امتلأت بالحضور.

وفي خطوة غير مسبوقة منذ عقود، قدم عناصر الأمن الداخلي والشرطة ضيافة العيد للمواطنين عند مداخل المساجد والساحات، في مشهد أثار تفاعلاً إيجابياً بين السوريين. وعبّر الكثيرون عن اندهاشهم من هذا التحول، بعد أن كانت أجهزة الأمن خلال عهد النظام السابق ترمز إلى القمع والخوف. وأشاد مواطنون بهذه البادرة التي جمعت بين الأمن والإنسانية، معتبرينها خطوة نحو استعادة الثقة بالمؤسسات.

ويعكس هذا التحرك الأمني الواسع، الممزوج بلمسات إنسانية، جهود السلطات الجديدة لتأسيس استقرار دائم في أول عيد فطر يحتفل به السوريون بعد سقوط النظام المخلوع. ويبرز التغيير في دور الأجهزة الأمنية من أداة قمعية إلى قوة داعمة تساهم في تعزيز الروابط بين المواطنين والدولة، في سياق مرحلة انتقالية تهدف إلى إعادة الحياة الطبيعية لسوريا بعد سنوات من الحرب والاضطرابات. وتأتي هذه الإجراءات كجزء من رؤية لترسيخ الأمن والأمل في نفوس السوريين مع بداية مرحلة جديدة.