وكالة قاسيون للأنباء
  • الجمعة, 21 مارس - 2025

تركيا تبلغ سوريا بتوقعاتها بشأن اتفاق قسد


كشفت مصادر في وزارة الدفاع التركية، اليوم الخميس 20 مارس 2025، أن أنقرة أبلغت الجانب السوري بتوقعاتها وتحفظاتها المتعلقة بالتنفيذ الميداني للاتفاق الأخير بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، في إطار متابعتها الدقيقة للتطورات في سوريا عقب سقوط نظام بشار الأسد. وأكدت المصادر أن تركيا تواصل اتصالاتها المكثفة مع دمشق لتعزيز التعاون الثنائي في مجالات متعددة، تشمل العسكرية والاقتصادية والسياسية والإنسانية والصناعية، بهدف دعم استقرار سوريا وتطوير قدراتها الدفاعية وإعادة إعمارها.

وأوضحت المصادر أن "تحديد الاحتياجات العاجلة لسوريا وإيجاد حلول مناسبة لها يمثل أولوية قصوى"، مشيرة إلى إمكانية تعيين مستشارين عسكريين أو أفراد ارتباط في وزارتي الدفاع لدى الجانبين لتسهيل التنسيق. وأضافت أن "تركيا مستعدة لتقديم كل أشكال الدعم لضمان رفاه الشعب السوري واستقراره وأمنه"، لافتة إلى أن القوات التركية المنتشرة في سوريا قد تشهد تعديلات في مواقعها بناءً على التطورات الجديدة، مع استمرار الأنشطة الميدانية لتحقيق هذا الهدف.

متابعة اتفاق "قسد"

فيما يتعلق بالاتفاق بين الحكومة السورية و"قسد"، أكدت المصادر أن أنقرة أبلغت دمشق بوضوح بتوقعاتها وتحفظاتها حول الخطوات الميدانية المطلوبة لتنفيذه، خاصة في ظل مخاوف تركيا من أي تهديدات قد تنجم عن استمرار الوجود العسكري لـ"قسد" بالقرب من حدودها. وأشارت إلى أن هذا الموقف يعكس حرص أنقرة على ضمان أن يسهم الاتفاق في استقرار المنطقة دون المساس بأمنها القومي، مع التأكيد على أهمية حصر السلاح بيد الدولة السورية ودمج العناصر المسلحة في إطار وطني موحد.

زيارة الوفد التركي

ولفتت المصادر إلى أن وزير الدفاع التركي، يشار غولر، إلى جانب وزير الخارجية هاكان فيدان ورئيس جهاز الاستخبارات الوطنية (MİT) إبراهيم كالين، زاروا دمشق الأسبوع الماضي في إطار جهود مكثفة لدعم سوريا في مرحلتها الانتقالية. وأوضحت أن "الزيارة ركزت بالكامل على مناقشة أشكال الدعم التي يمكن أن تقدمها تركيا لإرساء الأمن والاستقرار في جميع أنحاء سوريا"، مشيرة إلى أن المحادثات تناولت آخر التطورات الأمنية الإقليمية، بما في ذلك التهديدات المحتملة على الحدود والتعاون في مكافحة الإرهاب. وأكدت أن تركيا تسعى من خلال هذه الزيارة إلى تعزيز دورها كشريك استراتيجي في إعادة بناء سوريا، مع التركيز على تطوير قدراتها الدفاعية ودعم الاقتصاد السوري المنهك.

سياق التعاون التركي-السوري

يأتي هذا التحرك التركي في ظل تقارب متزايد بين أنقرة ودمشق منذ سقوط نظام الأسد، حيث تسعى تركيا للحفاظ على نفوذها في سوريا مع ضمان استقرار المناطق الحدودية التي طالما شكلت مصدر قلق أمني لها. وكانت تركيا قد أعادت تموضع قواتها في شمال سوريا في وقت سابق هذا العام، مع التركيز على دعم الإدارة السورية الجديدة في مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية. ويرى مراقبون أن موقف أنقرة من اتفاق "قسد" يعكس توازناً دقيقاً بين دعم الاستقرار السوري والحفاظ على مصالحها الاستراتيجية، خاصة في ظل مخاوفها من أي تعزيز لنفوذ حزب العمال الكردستاني (PKK) عبر الحدود.

آفاق المستقبل

مع استمرار الاتصالات بين تركيا وسوريا، تبرز أهمية التعاون العسكري كأحد ركائز العلاقة الثنائية في المرحلة المقبلة، خاصة مع الحديث عن تعيين مستشارين عسكريين قد يسهمون في إعادة هيكلة الجيش السوري. وتشير المصادر إلى أن تركيا تعتزم أيضاً تقديم دعم اقتصادي وإنساني، بما يشمل مشاريع إعادة إعمار وتنمية، لدعم الشعب السوري في استعادة حياته الطبيعية. وفيما يبقى تنفيذ اتفاق "قسد" تحت المراقبة التركية الدقيقة، تظل هذه الخطوات مؤشراً على دور متصاعد لأنقرة في تشكيل مستقبل سوريا، وسط منافسة إقليمية ودولية على النفوذ في هذه المرحلة الحاسمة.