بوتين يدعو الشرع لتعزيز التعاون الروسي-السوري

وجّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس 20 مارس 2025، رسالة إلى نظيره السوري أحمد الشرع، دعا فيها إلى تعزيز التعاون العملي بين روسيا وسوريا، مؤكداً دعم موسكو لجهود الإدارة السورية الجديدة في تحقيق الاستقرار. ونقل المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن الرسالة شددت على أهمية تسريع الخطوات اللازمة لاستعادة الاستقرار في سوريا، مع ضمان سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها. وأضاف بيسكوف أن بوتين أعرب عن التزام روسيا بتوطيد العلاقات الودية التقليدية بين البلدين، من خلال تعزيز التعاون في القضايا ذات الاهتمام المشترك، دون أن يصدر تعليق فوري من الجانب السوري حتى الآن.
روسيا وسوريا بعد الأسد
كانت روسيا الداعم الأبرز لنظام بشار الأسد على مدى عقد من الزمن، حيث قدمت مساندة عسكرية وسياسية حاسمة لمنع انهياره، محافظةً على مصالحها الاستراتيجية في سوريا، بما في ذلك قاعدتي حميميم الجوية وطرطوس البحرية. وبعد سقوط الأسد في 8 ديسمبر 2024، سارعت موسكو إلى إعادة تموضعها من خلال التواصل مع الإدارة الجديدة بقيادة أحمد الشرع، حيث هنأ بوتين الرئيس السوري في اتصال هاتفي سابق، مؤكداً أهمية العلاقات الثنائية. كما زار نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي بوغدانوف، دمشق لتنسيق المواقف وتعزيز التعاون، في خطوة عكست حرص موسكو على الحفاظ على نفوذها في البلاد.
تقارب متسارع
تشهد العلاقات الروسية-السورية تقارباً متزايداً في ظل غموض الموقف الأمريكي تجاه الحكومة الجديدة، مما منح روسيا فرصة لتعزيز حضورها. وفي هذا السياق، أرسلت موسكو شحنتين من الأموال السورية المطبوعة في روسيا، إلى جانب شحنة مازوت إلى ميناء بانياس، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ عقدين، تعكس دعماً اقتصادياً مباشراً لدمشق. ووفقاً لصحيفة "وول ستريت جورنال"، تجري مفاوضات سرية بين الجانبين لضمان استمرار الوجود العسكري الروسي في قاعدتي حميميم وطرطوس، إلى جانب استثمارات روسية بمليارات الدولارات في قطاعي الطاقة والموانئ، مما يعزز من دور موسكو كشريك استراتيجي رئيسي في مرحلة ما بعد الأسد.
تحديات ومفاوضات
أشارت الصحيفة إلى أن المحادثات تتناول قضايا حساسة، منها احتمال تقديم اعتذار روسي عن القصف الذي استهدف مدنيين خلال الحرب، لكن موسكو رفضت طلباً سورياً رسمياً بتسليم بشار الأسد، الذي لجأ إليها بعد سقوط نظامه. ويأتي هذا التقارب الروسي-السوري وسط تأخر في المساعدات المالية من دول مثل السعودية وقطر، بسبب عدم وضوح الموقف الأمريكي، مما زاد من اعتماد دمشق على الدعم الروسي. ومع استمرار هذه الديناميكيات، تبرز رسالة بوتين كدليل على سعي روسيا لترسيخ نفوذها في سوريا، مستفيدةً من الفراغ السياسي والاقتصادي في المرحلة الانتقالية.