الكرملين ينفي لقاءً قريباً بين بوتين والشرع: روسيا تُعيد رسم علاقتها مع سوريا الجديدة

علّق الكرملين، الثلاثاء 4 آذار 2025، على احتمال عقد لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، حيث نفى المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، وجود خطط حالية لهذا اللقاء. ورداً على سؤال وكالة "تاس" حول إمكانية لقاء وجهاً لوجه بين الزعيمين، قال بيسكوف: "لا، حتى الآن لا"، في إشارة إلى غياب ترتيبات فورية لمثل هذه القمة خلال الفترة القادمة.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تسعى فيه روسيا إلى إعادة صياغة علاقتها مع سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول 2024، حيث كانت موسكو الداعم الرئيسي للنظام المخلوع عبر تدخلات عسكرية وسياسية واقتصادية لسنوات. وبعد التغيير السياسي في دمشق، بدأت روسيا مفاوضات مع الإدارة السورية الجديدة للحفاظ على وجودها العسكري في قاعدتي اللاذقية وطرطوس، وهي النقاط الاستراتيجية التي تشكل ركيزة نفوذها في المنطقة.
وفي هذا السياق، سبق أن أجرى بوتين اتصالاً هاتفياً مع الشرع لتهنئته بتولي الرئاسة، كما زار نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي بوغدانوف، دمشق والتقى مسؤولين كباراً. وفي 19 شباط الماضي، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، خلال كلمة في مجلس الدوما، عن خطط لتكثيف الاتصالات رفيعة المستوى مع سوريا، قائلاً: "لقد خططنا لإجراء اتصالات أخرى مع زملائنا السوريين"، مضيفاً أن "السلطات السورية الجديدة تؤكد علناً أهمية احترام الطبيعة الاستراتيجية والتاريخية لعلاقاتنا"، وفق ما نقلته قناة "روسيا اليوم".
ويعكس موقف الكرملين الحالي نهجاً حذراً في التعامل مع الإدارة السورية الجديدة، وسط ترقب لكيفية تطور العلاقات بين البلدين في مرحلة ما بعد الأسد، خاصة مع تأكيد سوريا على الحفاظ على طابع العلاقة الاستراتيجية مع روسيا، التي تسعى بدورها لضمان استمرار مصالحها في المنطقة.