وزير النفط السوري: قطاع النفط يعاني من تحديات كبيرة بعد سقوط النظام
أكد وزير النفط والثروة المعدنية السوري، غياث دياب، أن قطاع النفط في سوريا بعد سقوط النظام البائد يواجه عدة صعوبات وتحديات تشكل عائقاً في تأمين المشتقات النفطية. وفي تصريحاته لوكالة الأنباء السورية (سانا) اليوم الاثنين، أشار دياب إلى أن "عددًا من الآبار النفطية لا يزال خارج إدارة الدولة السورية، وهذا يعد من أكبر تلك العوائق وأبرزها، مما يزيد من معاناة الأهالي."
وأضاف الوزير أن "لا معنى لبقاء العقوبات المفروضة على سوريا بعد التخلص من النظام البائد وحلفائه"، موضحاً أن النظام السابق كان يعتمد على حلفائه للتزود بالنفط، ولم يتأثر بتلك العقوبات كما تتأثر سوريا الجديدة اليوم.
وشهد قطاع النفط السوري اهتمامًا متجددًا من شركات نفط غربية بعد التراجع الكبير في الإنتاج الذي حدث عقب عام 2011. وقد انخفض إنتاج النفط السوري إلى نحو 80 ألف برميل يوميًا، بعد أن كان 400 ألف برميل يوميًا قبل الثورة. ويباع النفط حالياً بأسعار متدنية تصل إلى 15 دولارًا للبرميل، أي ما يعادل 20% من سعره العالمي، بسبب سيطرة مجموعات مسلحة على عمليات الإنتاج والبيع غير القانوني، وفق تقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز.
وتسعى الشركات الغربية إلى استئناف عملياتها النفطية في سوريا لرفع الإنتاج إلى مستويات ما قبل عام 2011 وبيعه بأسعار تتوافق مع السوق العالمية. ومن بين هذه الشركات، تبرز شركة غلف ساندز البريطانية، التي كانت تنشط سابقاً في شمال شرقي سوريا، وهي المنطقة التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية (قسد) حالياً.
دعا رئيس الشركة التنفيذي، جون بيل، إلى تخفيف العقوبات الغربية على صناعة النفط في سوريا وتنظيم القطاع بعد الإطاحة بنظام الأسد، مؤكدًا أن استئناف الإنتاج سيساهم في زيادة إيرادات الدولة السورية ودعم جهود إعادة إعمار البلاد. وقد كانت شركة غلف ساندز تنتج نحو 20 ألف برميل يوميًا قبل عام 2011 في أحد حقول الحسكة بالشراكة مع شركة Sinochem الصينية، لكنها لم تحقق أي إيرادات منذ فرض العقوبات.
إلى جانب شركة غلف ساندز، استثمرت شركات أوروبية وأميركية كبرى في قطاع النفط السوري قبل عام 2011، من أبرزها شركة "Shell" التي تمتلك 20% من شركة الفرات للنفط، وشركة توتال الفرنسية التي لديها حصص في مشاريع الغاز والنفط، بينما تمتلك "Suncor" نحو 50% من معمل غاز إيبلا.
ومع فرض العقوبات على سوريا، علّقت جميع هذه الشركات عملياتها، لكنها تترقب التطورات السياسية والاقتصادية لإعادة النظر في العودة إلى السوق السورية مستقبلاً.