سوريا تطرح أول مناقصة لشراء 100 ألف طن قمح بعد سقوط الأسد

أعلن متعاملون أوروبيون، اليوم الأربعاء 5 آذار 2025، أن المؤسسة العامة السورية للحبوب طرحت مناقصة دولية لشراء 100 ألف طن من قمح الطحين اللين، في أول عملية من نوعها منذ سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول الماضي. وبحسب وكالة "رويترز"، حددت المناقصة يوم 10 آذار الجاري كموعد نهائي لتقديم العروض، على أن تُبت المؤسسة في العروض المقدمة خلال 15 يوماً من إغلاق المناقصة.
وتشترط المناقصة شحن القمح خلال 30 يوماً من التعاقد، مع دفع 80% من قيمة الشحنة عند الوصول، وتسديد الـ20% المتبقية بعد 15 يوماً، على أن تُسدد المدفوعات بالدولار وفق المعايير العالمية، في تحول عن سياسة النظام السابق الذي كان يفضل التعامل باليورو. وأشار المتعاملون إلى أن هذه الخطوة تمثل أول عملية شراء كبيرة للحكومة الجديدة، مما يعكس توجهها لتأمين إمدادات غذائية أساسية وسط تحديات اقتصادية مستمرة.
وقال متعامل أوروبي لـ"رويترز": "هذه المناقصة ستكون مؤشراً على قدرة الحكومة السورية الجديدة على بناء ثقة في سوق الحبوب العالمية، خاصة فيما يتعلق بإتمام المدفوعات وأمن الموانئ". وأضاف أن شركات خاصة سورية بدأت تستفسر عن شراء كميات صغيرة من القمح، لكن إمكانيات الدفع لا تزال غير واضحة، مما يجعل هذه المناقصة اختباراً حاسماً للثقة الاقتصادية.
وتتزامن هذه الخطوة مع تحذيرات الأمم المتحدة من "تهديدات خطيرة للأمن الغذائي" في سوريا، حيث أشار مكتب "أوتشا" في تقرير بتاريخ 22 شباط الماضي إلى تراجع إنتاج القمح وتضرر سلاسل الإمداد، مما ينذر بأزمة خبز محتملة. وأكد التقرير أن الأزمة السورية، التي تُعد من أعقد الأزمات الإنسانية عالمياً، أثرت على توفر الخبز وأدت إلى ارتفاع أسعاره، في ظل صعوبات تواجه المنتجين المحليين نتيجة نقص الدعم وارتفاع تكاليف التشغيل.