وكالة قاسيون للأنباء
  • الأربعاء, 1 يناير - 2025

إيران تؤكد دعمها لخيارات الشعب السوري وتدافع عن موقفها في مواجهة الضغوط الخارجية

إيران تؤكد دعمها لخيارات الشعب السوري وتدافع عن موقفها في مواجهة الضغوط الخارجية

في مسعى للتعبير عن موقفها الثابت في دعم الحكومة السورية وتثمين خيارات الشعب السوري، أكد مساعد المنظمة العقائدية والسياسية في وزارة الدفاع الإيرانية، علي شيرازي، خلال تصريحات أدلى بها اليوم الأحد، أن "محاولات الأعداء للسيطرة على سوريا لن تكون وسيلة لهزيمة إيران." وفي تصريحه، شدد شيرازي على أن الأعداء يجب أن يدركوا أن اختراقهم للأوضاع في سوريا لن يضر ببلاده، إذ أضاف بقوة: "إذا كنتم تعتزمون الاقتراب من إيران، فتذكروا أن هذا الشعب هو نفسه الذي صمد في الحرب العراقية الإيرانية لمدة ثمانية أعوام، وهو نفس الشعب الذي خرج يومي 29 و30 ديسمبر 2009 لدعم الثورة والنظام."


كما أشار شيرازي إلى دعم الشعب الإيراني لولاية الفقيه، مبرزًا عدم خوفهم من التضحية والاستشهاد من أجل حماية قيمهم ومبادئهم. هذا الموقف يأتي في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط تغييرات جذرية، وتحديدًا بعد صعود حكومة جديدة في دمشق، حيث لا تزال السلطات الإيرانية متحفظة في تعاملها معهم، رغم تأكيدها على تأييد خيارات الشعب السوري.


وفي سياق حديثه، عرج شيرازي على ما اعتبره "دور الشعب الإيراني في مواجهة الفتن الداخلية والخارجية"، مشيرًا إلى الأحداث التي شهدتها بلاده في عام 2009، والمعروفة بـ"الحركة الخضراء". ورأى أن الإجراءات الحكومية التي اتخذت ضد تلك الاحتجاجات تُعد بمثابة "يقظة الشعب تجاه مؤامرات الأعداء." مؤكداً على تحذير قائد الثورة الإسلامية بشأن المخططات الهدامة قبل وقوعها.


وتعتبر السلطات الإيرانية ما حدث في عام 2009 بـ "الفتنة" التي قادتها شخصيات سياسية مثل رئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي ورئيس البرلمان الأسبق مهدي كروبي، واللذان لا يزالان يخضعان للإقامة الجبرية. 


من جهة أخرى، وفي ظل الأحداث الجارية، يتضح أن إيران خسرت حليفا استراتيجيا بعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في الثامن من ديسمبر الحالي، مما أثر على طرق التواصل البري المهم لنقل الإمدادات العسكرية إلى حزب الله في لبنان. 


جدير بالذكر أن حزب الله، الذي كان يمثل "درة تاج" الفصائل المدعومة من طهران في المنطقة، تعرض لاضطرابات وخسائر فادحة في الأشهر الثلاثة الماضية جراء مواجهات مع القوات الإسرائيلية، والتي أدت إلى اغتيال عدد من أبرز قادته السياسيين والعسكريين، مما يزيد من تعقيد المعادلة في المنطقة ويعزز من موقف إيران الدفاعي. 


هذا ويتوقع المراقبون أن تظل الأوضاع في سوريا ومنطقة الشرق الأوسط محورًا أساسيًا للسياسة الإيرانية في الفترة القادمة، وسط تحديات داخلية وخارجية متزايدة.