عودة المياه إلى مدينة الباب بعد ثمان سنوات من الحرمان
قاسيون - الباب - أكدت مصادر محلية بدء ضخ المياه إلى المدينة لأول مرة منذ نحو ثماني سنوات، وذلك بعد معاناة طويلة من انقطاع هذا المورد الحيوي بسبب الأوضاع الأمنية والسياسية التي شهدتها المنطقة. وقد جاء هذا التطور بعد سيطرة النظام السوري على مضخات المياه ومنعه الوصول إليها كجزء من استراتيجيته المعروفة بفرض العقوبات الجماعية على المناطق التي خرجت عن سيطرته.
ويُعاني سكان مدينة الباب، التي يقدر عددهم بحوالي 300 ألف نسمة، من أزمة مياه حادة تفاقمت حدتها مع مرور السنوات، حيث أدت الظروف الصعبة إلى صعوبة الحصول على مياه صالحة للشرب والاستخدامات اليومية. ويشير النشطاء المحليون إلى أن عودة المياه تعد إنجازًا كبيرًا، حيث كانت هذه المادة الحيوية قد تحولت من "الأرخص موجود إلى الأغلى مفقود"، مما أثر بشكل مباشر على حياة السكان وصحتهم.
وفي تصريحات لشبكة "شام" الإخبارية، أشار الأستاذ "مصطفى عثمان"، رئيس بلدية الباب، إلى أن نقص المياه في المدينة كان ناتجًا عن خروج عدة آبار جوفية عن الخدمة، حيث تجاوز عددها الـ15 بئراً في بلدة سوسيان، مما جعل الوضع أكثر صعوبة. وأكد عثمان أن الآبار المتبقية تعمل بنصف قدرتها الإنتاجية، مما يثير قلقاً كبيراً بشأن مستقبل توفير المياه في المدينة.
على مدار أكثر من سبع سنوات، عانى سكان الباب من شح المياه بصورة يومية، مما دفع العديد منهم إلى استخدام مياه غير نظيفة، الأمر الذي زاد من انتشار الأمراض والأوبئة. وقد تم حفر عدد من الآبار الجوفية كحل إسعافي، لكن هذه الآبار لم تكن قادرة على تلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان، مما دفع المجلس المحلي إلى توجيه مناشدات للمنظمات الإنسانية والدولية للوساطة في هذا الملف.
تجدر الإشارة إلى أن شريان المياه الرئيسي لمدينة الباب كان يعتمد سابقًا على محطة الضخ في عين البيضا، والتي كانت تضخ نحو 25 ألف متر مكعب يومياً، إلا أن سيطرة النظام السوري عليها في عام 2017 أدت إلى قطع هذا المورد بشكل نهائي. وقد اضطر السكان للجوء إلى الآبار الجوفية، التي لم تعد كافية مع تزايد الاستهلاك.
المشكلة التي عاشتها المدينة تعكس فصول من معاناة طويلة ونضال مستمر من أجل الحصول على حق أساسي من حقوق الإنسان وهو الماء. وقد ناشد العديد من الناشطين الجهات الدولية للعمل على إيجاد حلول جذرية لمشكلة المياه، خاصة مع تزايد معدلات الجفاف والارتفاع المتوقع في درجات الحرارة خلال فصل الصيف.
ويختم هذا الخبر بالتأكيد على أن حل أزمة المياه في مدينة الباب يعد ضرورة ملحة، حيث تظل العين على المنظمات الإنسانية والدولية للوقوف بجانب المحتاجين وتلبية احتياجاتهم، فالماء هو أساس الحياة، وأهالي الباب ينتظرون أن تسير الأمور نحو الأفضل بعد سنوات من المعاناة.