العمليات العسكرية تتوسع: الفصائل تسيطر على 386 كيلومتر مربع في غرب حلب
مع فجر اليوم الثاني من عمليات "ردع العدوان" التي أطلقتها الفصائل الثورية في شمال غرب سوريا، تواصلت مجريات المعركة بشكل ديناميكي، حيث تمكنت إدارة العمليات العسكرية من تنفيذ ضربة استباقية في ريف إدلب الشرقي، مُركّزةً جهودها على محور مدينة سراقب الاستراتيجية، التي تعد نقطة تقاطع حيوية بين الطرق الدولية الرئيسية (حلب - دمشق) و(حلب - اللاذقية).
وتمكنت الفصائل الثورية من تحقيق إنجازات ميدانية ملحوظة، حيث سيطرت على عدد من البلدات المهمة، منها بلدة داديخ وكفر بطيخ، مما يتيح لها مستقبلاً تطويق سراقب والضغط على قوات النظام. وفي موازاة ذلك، توسعت العمليات العسكرية غرب مدينة حلب، حيث استعاد المقاتلون السيطرة على عدد من القرى والبلدات، أبرزها خان العسل وكفر حلب والزربة التي تقع شرق الطريق الدولي حلب - دمشق، مما يعزز موقف الفصائل ويدفعها نحو تحقيق انتصارات إضافية.
وبحسب التقارير الواردة من إدارة العمليات العسكرية، فإن المقاتلين تمكنوا من السيطرة على أكثر من 23 بلدة وقرية، كما نجحوا في قطع الطريق الدولي "دمشق - حلب"، وهو ما يعد ضربة ستراتيجية للقوات الحكومية.
أما عن الخسائر، فقد أكدت إدارة العمليات العسكرية أن قوات النظام تكبدت خسائر بشرية فادحة قُدّرت بأكثر من 200 جندي، فيما ارتفعت أعداد الأسرى إلى 45 جندياً، بينهم ثلاثة ضباط. وفيما يتعلق بالخسائر في العتاد الحربي، تمكنت إدارة العمليات من الاستيلاء على 16 دبابة، بما فيها دبابة T72، بالإضافة إلى 5 عربات BMB و6 مدافع أرضية، من ضمنها مدفعان نوع فوذديكا. كما تم توثيق استيلاء الفصائل على مستودعات ضخمة من الصواريخ والذخائر، وتدمير 6 آليات نوع زيل.
على صعيد آخر، فإن كتائب شاهين تمكنت من استخدام الطائرات المسيرة في تنفيذ مهمات نوعية، حيث قاموا بإصابة طائرتين هيلكوبتر في مطار النيرب في مدينة حلب، مما أسفر عن قتل العميد هشام هاشم الحكيم بضربة مركزة في المدينة ذاتها.
وقد بلغت المساحة التي تم تحريرها حديثاً خلال معركة "ردع العدوان" غرب حلب حوالي 386 كيلومتر مربع، بطول 37 كيلومتر وعمق 14 كيلومتر. في حين بلغت مساحة السيطرة شرق محافظة إدلب 30 كيلومتر بطول 7 كيلومترات وعمق 3 كيلومترات، ليصل إجمالي المساحة المحررة منذ بداية العملية إلى نحو 400 كيلومتر مربع.
تجدر الإشارة إلى أن معركة "ردع العدوان" تبرز عن سابقاتها من خلال اعتماد تكتيكات متنوعة، تشمل المفاجآت، الكمائن، القتال المباشر، والقتال الليلي، مع الحفاظ على زمام المبادرة على مدار اليومين الماضيين. وتشير التطورات الميدانية إلى احتمال توسيع هذه الفصائل رقعة المواجهة لتشمل جبهات أخرى في المستقبل القريب.