تأخر صرف رواتب عناصر حزب الله يعيد تسليط الضوء على العلاقة الإيرانية-اللبنانية
كشف مصدر خاص لمراسل "نداء بوست" أن عناصر حزب الله في لبنان لم يتقاضوا رواتبهم المالية منذ ثلاثة أشهر، مما يثير القلق داخل صفوف الحزب ويجعل الوضع المالي لتنظيمه متأزمًا. وفي محاولة لحل هذه الأزمة، طلبت قيادة الحزب من الحرس الثوري الإيراني المساعدة في تيسير وصول الدعم المادي من إيران.
استجاب الجانب الإيراني لطلب حزب الله وأرسلت أول دفعة من الأموال المخصصة لرواتب عناصر الحزب. وقد تم نقل هذا المبلغ عبر سيارات مدنية من العراق إلى سورية، مرورًا بمعبر القائم الحدودي، وهو ما يعكس أساليب الحوثيين المتبعة في تهريب الأموال والمساعدات. ووفقًا للمصادر، فإن المبلغ المنقول يزيد عن 10 ملايين دولار أمريكي.
وقد تم تسليم هذا المبلغ في محافظة دير الزور السورية إلى قيادة لواء الباقر، الذي قام بدوره بنقل الأموال على دفعات إلى مدينة حلب عبر سيارات مدنية أيضًا، في إطار استراتيجية شاملة للتهرب من استهداف القصف الإسرائيلي المحتمل.
المصدر نفسه أشار إلى أن لواء الباقر سيقوم بشكل يومي بنقل دفعات صغيرة ومتوالية من الأموال إلى مدينة القصير في ريف حمص، حيث يتم تسلمها من قبل المسؤولين في حزب الله اللبناني. هؤلاء المسؤولون سيتولى مسؤولية إدخال الأموال إلى لبنان بطريقة سرية وموعدة، في محاولة لتفادي أي تصعيد عسكري.
في سياق متصل، اجتمع قائد لواء الباقر، خالد المرعي، في النصف الثاني من تشرين الأول/أكتوبر 2024 مع مسؤولين في الحرس الثوري الإيراني، إلى جانب مسؤولين من حزب الله، لترتيب آليات نقل الأموال وتسليمها. حيث كانت الاجتماعات تهدف لوضع آلية متكاملة للتنسيق بين الجهتين لضمان تسلم الأموال الداخلة من العراق بشكل آمن، وسط تزايد المخاطر الأمنية التي قد تؤثر على هذه العمليات.
الوقت الراهن يعد حاسمًا بالنسبة لحزب الله، حيث يعكس الموقف المالي المتأزم داخله أبعادًا استراتيجية أكبر تتعلق بالتمويل والدعم، مما يشير إلى أهمية هذا التعاون بين الحزب وإيران لمواجهة التحديات المحيطة بهم.