مواجهات في دير الزور بين قوات النظام وميليشيات إيرانية بسبب قصف "قسد"
شهد ريف دير الزور ليلة السبت - الأحد مواجهات عنيفة بين قوات النظام السوري ومسلحين تابعين للميليشيات الإيرانية، وذلك إثر قصف الميليشيات لمواقع "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد). وأسفرت الاشتباكات عن إصابة ثلاثة مسلحين من الميليشيات، مما يبرز تصاعد التوترات في المنطقة.
بحسب مصدر في قوات النظام، فإن الاشتباكات جاءت بعد تحذيرات سابقة لقوات النظام للميليشيات الإيرانية بعدم استهداف مواقع "قسد" من مناطق سيطرتها على الضفة الغربية لنهر الفرات. ورغم هذه التحذيرات، قامت المجموعة المسلحة التابعة للميليشيات الإيرانية بقصف مواقع "قسد" باستخدام قذائف الهاون والأسلحة الرشاشة، مما أدى إلى اندلاع المواجهات.
وأشار المصدر إلى أن قوات النظام تخشى من تعرضها لاستهدافات أمريكية أو إسرائيلية نتيجة لهذه الاشتباكات، خاصةً مع تزايد القصف الأمريكي والإسرائيلي على مواقع تابعة للنظام والميليشيات الإيرانية في المنطقة.
تعتبر دير الزور منطقة استراتيجية، حيث تشهد صراعات مستمرة بين القوى المحلية والإقليمية. وتسعى الميليشيات المدعومة من إيران لتعزيز وجودها في المنطقة، مما يثير مخاوف من ردود فعل أمريكية وإسرائيلية. إذ أن إسرائيل كثفت خلال السنوات الأخيرة من غاراتها الجوية على دير الزور، مستهدفةً مواقع ومستودعات أسلحة تعود لقوات النظام والميليشيات الإيرانية، في محاولة للحد من النفوذ الإيراني على الحدود السورية العراقية.
كما ينفذ التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، غارات جوية في دير الزور تستهدف الميليشيات الإيرانية، في إطار استراتيجية تهدف إلى تعطيل تهديداتها لـ"قوات سوريا الديمقراطية" والشركاء المحليين.
تأتي هذه المواجهات في وقت حساس، حيث يعيش سكان المنطقة حالة من الخوف والترقب بسبب التصعيد العسكري. وقد حذر بعض المراقبين من أن استمرار هذه العمليات قد يؤدي إلى تصعيد أكبر، مما قد يهدد استقرار المنطقة بأسرها.
تؤكد الأحداث الأخيرة أن الوضع في دير الزور يتجه نحو مزيد من التعقيد، حيث تزداد التوترات بين مختلف الفصائل المسلحة، بما في ذلك قوات النظام، والميليشيات الإيرانية، و"قسد". ويشير الخبراء إلى أن هذا الصراع على النفوذ سيستمر ما لم يتم التوصل إلى تسوية سياسية.
تتأثر الحياة اليومية للسكان المدنيين بشكل كبير جراء هذه المواجهات. حيث يعاني الكثيرون من الخوف والقلق، بالإضافة إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية. وقد أدت الاشتباكات إلى نزوح بعض الأسر من مناطق المواجهات، مما يزيد من معاناة السكان في ظل الأوضاع الراهنة.
تدعو منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي إلى ضرورة التهدئة في المنطقة، والبحث عن حلول سلمية للصراعات المتزايدة. ويشددون على أهمية حماية المدنيين وضمان حقوقهم في ظل هذه الظروف الصعبة.
تستمر المواجهات بين قوات النظام وميليشيات إيرانية في دير الزور، مما يعكس تصاعد التوترات في المنطقة ويعقد المشهد الأمني. ومع استمرار القصف والاستهدافات، يبقى مستقبل دير الزور غامضاً، مما يتطلب جهوداً دولية و