وكالة قاسيون للأنباء
  • الاثنين, 23 ديسمبر - 2024

المخدرات تهدد مستقبل شباب سوريا

المخدرات تهدد مستقبل شباب سوريا


"كان يزن يتعاطى المخدرات لفترة طويلة، وفي هذا اليوم كان قد تناول جرعة كبيرة وقتل أخته تحت تأثير المخدرات".

ساحة الكرامة: صوت الاحتجاج

في قلب مدينة السويداء، ترتفع اللافتات وتعلو الشعارات المنددة بانتشار المخدرات والسلاح في البلاد. على مدى عقد من الزمن، شهدت سوريا حربًا طاحنة غيرت خريطة البلاد بشكل جذري. ولكن هناك ظاهرة واحدة تجاوزت تلك الانقسامات: إدمان المخدرات وانتشار حمل السلاح. تحولت البلاد، التي أنهكتها الحرب، إلى مركز لشبكة تهريب تمتد إلى الأردن ولبنان والعراق وتركيا، مستهدفةً المراهقين تحت إشراف الأجهزة الأمنية.

مأساة جنا: ضحية الإدمان

تعتبر الطفلة جنا، البالغة من العمر 4 سنوات، واحدة من ضحايا هذه الظاهرة. فقدت والدتها "سيدرة" على يد شقيقها "يزن"، الذي أقدم على قتلها تحت تأثير المخدرات. "كان يزن يتعاطى المخدرات لفترة طويلة، وفي ذلك الوقت تناول جرعة كبيرة وارتكب الجريمة تحت تأثير المخدرات"، يقول ابن عم سيدرة. تعيش جنا الآن يتيمة في دار للأيتام، حيث الوضع صعب للغاية.

الجرائم المتزايدة: أصداء المأساة

خلال مقابلات مع المتظاهرين في ساحة الكرامة، أكد الكثيرون على تفشي الجرائم داخل العائلات بسبب انتشار المخدرات. يقول أحد المشاركين: "انتشار ظاهرة مثل هذه يؤدي إلى زيادة نسبة الجريمة في المجتمع. هناك من يقتل أخته، وآخر يقتل أمه".

الأسباب وراء تفشي الإدمان

دكتور جمال الشوفي والمحامي والناشط جاد أبو حمزة، أشارا إلى مجموعة من الأسباب وراء تفشي الإدمان. "الشباب الذين ينضمون إلى عصابات المخدرات يتبنون نمط حياة مليء بالبذخ"، يقول أبو حمزة. "مادة الكبتاغون تحتوي على مواد سامة تؤدي إلى تآكل العقل، مما يجعلهم غير مدركين لما يفعلونه".

المخدرات في المدارس: خطر متزايد

تتحدث إلهام ريدان، أستاذة في ثانوية داخل محافظة السويداء، عن كيفية انتشار المخدرات في المدارس. "بدأت قضية التدخين، ثم تلتها قضية المخدرات. العصابات تستهدف الطلاب الكسالى أو الذين يفتقرون للقدرة على التفكير السليم"، تضيف.

توزع العصابات المخدرات بأسلوب ممنهج، وتروج لها في البداية مجانًا. "يقولون لهم: 'خذ، استمتع، جرّب'"، تقول ريدان. "يبدأ الطالب بتجربتها دون أن يدرك مخاطرها، ثم يصبح مدمناً تدريجياً".

دور النظام السوري في تهريب المخدرات

يؤكد باحث في الشأن السوري أنه من المستحيل أن تعبر المخدرات الحدود دون تورط جهات مرتبطة بشكل وثيق بنظام الأسد. "هناك تكتيكات عسكرية متقدمة تستخدمها العصابات على حدود الأردن"، يقول.

تظل الأسئلة مطروحة: كيف وصلت المخدرات إلى أيدي مراهقي سوريا؟ وكيف أصبحت متاحة كما لو كانت سلعة عادية في الأسواق؟ إن معالجة هذه الظاهرة تتطلب جهودًا جماعية من المجتمع .


تحقيق: كريم كوكب

//