حرقوها حية.. قصة الفتاة التي تجرأت وبلّغت عن المتحرش بها
هزّت العاصمة البنغالية دكا، حادثة غريبة من نوعها، حيث أحرق شبان فتاة تبلغ من العمر 19 عاماً وهي على قيد الحياة، بسبب بلاغ قدمته للشرطة عن تعرضها لحالة تحرّش.
تعيش بسلام
قالت صحيفة The Guardian البريطانية، إن الضحية "نصرت جاهان رافي" كانت تعيش في سلام مع أسرتها في مدينة صغيرة في بنغلادش تبعد نحو 160 كيلومتراً من العاصمة دكا، لكن مدير مدرستها دعاها إلى مكتبه في شهر آذار الماضي، وقام بالتحرش بها.
قالت رافي في التحقيق
إن مدير مدرستها قام بلمسها أكثر من مرة بطريقة غير مناسبة، وعندما عادت إلى منزلها وقصت ما حصل لأسرتها، شجعوها على تقديم بلاغ للشرطة بما حصل.
الشرطة سربت الفيديو
أبلغت نصرت، البالغة من العمر 19 عاماً، الشرطة بما حدث، إلا أن الضابط الذي أخذ إفادتها صورها بالفيديو وهي تدلي بشهادتها، وتسرب الفيديو لاحقاً إلى وسائل التواصل الاجتماعي وانتشر على نطاق واسع.
وظهرت رافي في الفيديو، وهي تشعر بالحزن، وتحاول إخفاء وجهها بيديها، في حين يسمع صوت الشرطي وهو يصف ما جرى معها بأنه "ليس صفقة كبيرة" ويطلب منها إبعاد يديها من وجهها.
https://www.youtube.com/watch?time_continue=33&v=qhfY_q_2pi
إلقاء القبض على المتحرش
بعد أن أبلغت الشرطة بالحادثة، ألقت القبض على مدير المدرسة، وتظاهر مجموعة من الناس في الشوارع للمطالبة بالإفراج عنه، ملقين باللوم على الفتاة الضحية.
وفي 6 أبريل/نيسان الجاري، أي بعد 11 يوماً من التحرش بها، ذهبت نصرت إلى مدرستها لحضور امتحاناتها النهائية.
بيان العائلة
قال شقيقها: "اصطحبت أختي إلى المدرسة وحاولت دخول المبنى، لكن تم توقيفي ولم يُسمح لي بالدخول".
ووفقًا لبيان أصدره شقيق الفتاة، فقد اصطحبتها زميلة لها إلى سطح المدرسة، قائلة إن إحدى صديقاتها تعرضت للضرب وتحتاج إلى مساعدتها.
وأضاف البيان: "عندما وصلت إلى السطح تفاجأت بوجود 5 أشخاص ملثمين أحاطوا بها وطلبوا منها سحب البلاغ ضد مدير المدرسة. وعندما رفضت، أشعلوا النار فيها".
أبلغت عن القتلة قبل موتها
قالت الشرطة البنغالية إن القتلة أرادوا أن يبدو قتل الفتاة على أنه انتحار، لكن خطتهم فشلت عندما تم إنقاذ نصرت بعد فرارهم من المكان.
وكانت نصرت قادرة على الإدلاء ببعض المعلومات قبل وفاتها.
وأوضحت الشرطة أن أحد القتلة كان يمسك برأس نصرت بيديه عند سكب الكيروسين عليها وإشعال النار بها، ولهذا السبب لم يتم حرق رأسها، وبقيت على قيد الحياة فترة قبل أن تلقى حتفها.
ووجد الأطباء في المستشفى المحلي الذي نقلت إليه الضحية، أن الحروق تغطي 80 في المئة من جسدها، فأرسلوها إلى مستشفى كلية الطب في العاصمة دكا، حيث فارقت الحياة هناك في 11نيسان/أبريل الجاري.
وألقت الشرطة القبض على 15 شخصا يعتقد أن 7 منهم تورطوا في القتل.
وشارك آلاف من البنغاليين في تشييع جثة نصرت جاهان رافي، وسيطرت عليهم مشاعر الحزن والغضب.
الخوف من الفضيحة
وتلجأ العديد من الفتيات في بنغلاديش إلى الإبقاء على حوادث التحرش الجنسي بهن طي الكتمان، خوفاً من التعرض لنقد أو الازدراء من المجتمع، إلا أن نصرت كانت جريئة في الكشف عما جرى معها، مما أدى بها إلى الموت.