وكالة قاسيون للأنباء
  • السبت, 27 يوليو - 2024

الفتنة بين الجبل والسهل ..يدفنها عقلاء الطرفين

قاسيون ـ خاص


من جديد ، لعبت الواجهات الاجتماعية في كل من درعا والسويداء ، دورا كبيرا في إطفاء الفتنة ، التي أراد الإيرانيون والروس والنظام السوري إشعالها ، بين الطرفين ، في أعقاب الصدام المؤسف ، الذي وقع قبل يومين ، بين قوات تابعة للفيلق الخامس الروسي في مدينة بصرى الشام من جهة ، وعناصر من الدفاع المدني ، ورجال الكرامة في السويداء من جهة ثانية ، وهو الصدام الذي أدى لوقوع قتلى من الجانبين ، فيما حاولت الكثير من الأطراف استغلاله في عمليات التحريض الطائفي ، والحث على الفتنة ، لولا أن عقلاء الطرفين كان لهما قول آخر في الموضوع .


وللحقيقة ، أن النظام وعلى مدى تسع سنوات من الثورة السورية ، لم يفلح في إشعال الفتنة بين المحافظتين المتجاورتين ، درعا والسويداء ، رغم المساعي الحثيثة التي قام بها ، عبر تشجيع الأطراف على عمليات الخطف ، والقتل المتبادل ، ناهيك عن الكثير من الأعمال القذرة التي قامت بها قوات الأمن ، في التحريض الطائفي ، لكن كل ذلك كان ينتهي بطرفة عين ، بسبب أن العقلاء لدى كلا الجانبين ، كانوا واعين لهذه الممارسات وأهدافها .


وبحسب مصادر خاصة لـ "قاسيون" ، فقد أكدت أن جهود وجهاء العشائر في كل من درعا والسويداء ، تحركت ولدى حدوث الصدام على تخوم مدينتي القريا وبصرى الشام ، وحاولت منذ البداية تطويق الأزمة ، ونجحت بعد ساعات من تحقيق وقف لإطلاق النار ، مع البدء في مفاوضات لحل المشكلة ، التي يقول أهالي "القريا" في ريف السويداء أن سببها ، يعود إلى سيطرة الفرقة الخامسة المدعومة من الروس ، بقيادة أحمد العودة ، على أراضي الفلاحين ، بحجة إقامة سواتر ترابية تحميهم من هجمات العناصر الشيعية المدعومة من إيران ، والتي تسعى للاستحواذ على مدينة بصرى الشام ..


بينما يؤكد الطرف الثاني ، قوات الفرقة الخامسة ، بأنهم كانوا قد تعرضوا في السابق للعديد من الهجمات وفقدوا خيرة شبابهم ، دون ان يستطيع أهالي "القريا" منعهم ، والسبب الذي دفعهم لإقامة هذه السواتر على حساب أراضي الفلاحين في تلك القرية .


ومهما يكن من أسباب الخلاف ، فهي بسيطة بالقياس ، لما يحاول إعلام النظام تصويره ، على أنه فتنة طائفية ، قد تقود إلى حرب أهلية ، ما يتطلب الأمر تدخله لحسم الصراع بين الطرفين .


وبالأمس ، قدم رجال الكرامة ، وأهالي القتلى في السويداء ، نموذجا مشرفا وجيدا ، في تطويق الخطاب الطائفي للنظام ، عندما منعوا ممثلي هذا النظام من حضور التشييع وطردوهم منه ، دلالة على أنهم يعون أنه يريد الاستثمار في هذه الأزمة من أجل إشعالها على طريقته الخاصة ، وبما يسمح له بالتمدد ، عبر عناصره الطائفية ، من الميليشيات الإيرانية .


ومهما يكن ، فإن ذلك يستوجب على أهلنا في مدينة بصرى الشام ، أن يكونوا على ذات القدر والوعي ، لما يخطط له النظام والروس والإيرانيين ، في أكثر منطقة حساسة في سوريا .. وهي المنطقة الجنوبية .. إذ أن الكثيرين يتطلعون اليوم إلى أن ما يجري في الجنوب ، هو من سيرسم مستقبل سوريا ، فإما أن تكون ذاهبة إلى التقسيم ، أو أن تبقى موحدة .


وبناء عليه ، فإن النظام ومن خلفه الروس ، يدفعون نحو هذا التقسيم ، وهو ما بدا واضحا من عدم تدخلهم في كل الصدامات التي كانت تجري بين السهل والجبل ..


ويضيف مصدرنا الخاص ، بأن قوات الفرقة الخامسة في النهاية ، تأتمر بأمر الروس ، فهي من تمولهم وتدربهم ، ولو أنها لم تكن راضية عن الصدام مع أهالي القريا ، لكانت قد منعته بمنتهى السهولة ، أو أوقفته على الفور ، لكن ما حدث أن تدخلها كان خجولا واكتفت بتسيير دوريات على طول الخط الفاصل بين "القريا" وبصرى الشام ، لبعض الوقت ثم انسحبت وتوارت عن الأنظار .


وبالأمس حاولت صفحات إعلامية موالية للنظام أن تبث أخبارا عن قيام قوات الفرقة الخامسة بتطويق قرية "القريا" ، مع إطلاق نداء من الأهالي لطلب الفزعة ، وهو ما أثار الذعر ، ليتبين لاحقا ، بأن ذلك كان من أدوات التجييش التي يمارسها النظام ، لإشعال نيران الفتنة ، وهو ما لم ينجح به .


نرجو من عقلاء الطرفين ، أن يستمروا في مساعيهم ، فهم المعول عليهم اليوم في منع إحداث أي فرقة ، قد تؤدي إلى حرب أهلية ، لا أحد يستطيع أن يتكهن بنتائجها فيما لو وقعت … لكننا على ثقة تامة بأن ذلك لن يحدث ، مادام هناك شيوخ للعقل في السويداء وعقل عند الشيوخ في محافظة درعا .