وكالة قاسيون للأنباء
  • الخميس, 4 يوليو - 2024

البنزين سبب كل علة

قاسيون ـ خاص

توافق جميع مسؤولي النظام على أن سبب أزمة البنزين التي تضرب البلاد منذ أكثر من أسبوعين ، إنما نتيجة لعمليات الإصلاح التي تشهدها مصفاة بانياس ، في الوقت الذي تناقلت فيه وسائل إعلام موالية بأن سبب الأزمة الحقيقي ، هو عدم قدوم توريدات جديدة من الخارج منذ فترة طويلة ، مع وعود بأن تصل هذه التوريدات نهاية الشهر الجاري .

وأكدت مصادر خاصة لـ "قاسيون" أن قرار تعمير مصفاة بانياس بعد سبع سنوات من العمل المتواصل ، لم يتخذ بسبب خطورة العمل في المصفاة على البيئة المحيطة بحسب ما صرح وزير النفط الذي يدعى بسام طعمة ، ولكن مجلس الوزراء استغل نقص كميات البنزين في البلاد ، ليتخذ مثل هذا القرار ، ومن ثم تحميل أي أزمة متوقعة ، على عمليات الإصلاح في المصفاة .

وشهد مجلس الشعب التابع للنظام في اليومين الماضين ، مناقشات حادة بين بعض الأعضاء وبين الحكومة ، خلال مناقشة البيان الحكومي ، على أسباب أزمة البنزين وآثارها السلبية على المجتمع ، وعلى الأسعار ، والتي أعطت الفرصة لجميع التجار لرفع أسعارهم ، بحجة أنهم يشترون المحروقات من السوق السوداء بعشرة أضعاف سعرها الحقيقي .

ونفى الأعضاء معرفتهم بتصريحات وزير النفط التي أعلن فيها بأن نهاية أزمة البنزين سوف تكون مطلع الشهر القادم ، حالما يتم الانتهاء من صيانة المصفاة ، غير أن مدير عام شركة مصفاة بانياس ، أعلن هو الآخر ، بأن أعمال الصيانة قد تستغرق شهرا آخر ، في إشارة إلى أن حل الأزمة ليس بالضرورة كما أعلن الوزير ، وإنما قد يأخذ الأمر وقتا أطول .

وسط هذا الجدال ، قالت وسائل إعلام النظام ، أن رئيس الوزراء حسين عرنوس ، توجه اليوم بنفسه إلى مصفاة بانياس ، للاطلاع على أعمال الصيانة والوقوف بدقة على تاريخ الانتهاء منها ، وخصوصا بعدما اعلن في مجلس الشعب وبشكل قاطع بان الأزمة سوف تنتهي مطلع الشهر القادم بحسب ما أكد له وزير النفط .

إلا أنه على ما يبدو ، أن الكثيرين همسوا في أذن عرنوس ، ليخبروه بأن مدير عام مصفاة بانياس ، قدم هو الآخر رقما مختلفا عن رقم الوزير لناحية عودة مصفاة بانياس للعمل من جديد ، وهو على الاغلب السبب الذي دفعه لزيارة المصفاة بنفسه ، بحسب ما رأى مراقبون .

وعلى صعيد متصل ، لاتزال العديد من وسائل الإعلام الموالية للنظام ، تؤكد على أن الحكومة تراهن في كل وعودها على نهاية أزمة البنزين ، على وصول التوريدات الجديدة ، إلا أن موقع "سيرياسيتبس" المقرب من مخابرات النظام ، أشار في وقت سابق ، إلى أن التوريدات قد تتأخر لبضعة أيام ، مشيرا إلى أن معلوماته تقول بأنه جرى الاتفاق على شحنة نفط ، وأنها حاليا في عرض البحر ، لكن لا أحد يعرف على وجه الدقة تاريخ وصولها إلى الميناء ، بسبب الصعوبات التي تواجهها جراء العقوبات الأمريكية .

وفي السياق ذاته ، رأى مراقبون ، أن أزمة البنزين وأزمة الخبز التي تضرب المجتمع السوري منذ عدة أيام ، ظهرت على وجه التحديد بعد انفجار مرفأ بيروت ، الأمر الذي يشير إلى أن النظام كان يعتمد في استيراد هاتين المادتين ، على المرفأ اللبناني بالدرجة الأولى هروبا من العقوبات الدولية .