إدلب قلعة خضراء تقلق خطط وحسابات موسكو
<p><span style="color: rgb(247, 247, 247); background-color: rgb(231, 99, 99);">قاسيون ـ العقيد فايز الأسمر</span></p><p>بعد قمة سوتشي الاخيرة بين الرئيسي أردوغان وبوتين التي تمت في 29 من الشهر الماضي كثر الحديث عن قيام النظام بارسال حشود وتعزيزات عسكرية إلى مناطق الجبهات والعمليات في إدلب وهذه الاخبار والاشاعات إنما تمارسها وتبثها في غالب الأحيان وكالات الانباء الروسية ومن ثم يتم تداولها من قبل وسائل الإعلام الأخرى وتضج بها وسائل التواصل الاجتماعي والهدف من ذلك هو اثارة الهرج والمرج حول الموقف والدور التركي بعد القمة واحباطا للروح المعنوية للسكان والتأثير عليهم اكثر نفسيا وابقاء المناطق وساكنيها في إدلب بحالة دائمة من التخوف وعدم الاستقرار الأمني والمعيشي ... </p><p>ولكن ومن خلال المعلومات الدقيقة فإن الواقع الميداني على الارض لا يوحي بتغيرات كبيرة على تلك التحشدات مطلقا بل الواقع التكتيكي يقول ان النظام الذي يناور ببقايا جيشه وميليشياته يقوم من فترة إلى أخرى باعادة تجميع وتبديل اعتيادية لتحشداته في تلك المناطق كإرسال تعزيزات من و الى البادية السورية للقيام بعمليات التمشيط الميداني على اثر الخسائر الفادحة و عمليات الاستنزاف اليومية التي يتعرض لها في البادية السورية من قبل تنظيم الدولة داعش . </p><p>من ناحية اخرى فمن الواضح ان قمة سوتشي انتهت لا كما تخطط وتريد لها موسكو ان تنتهي وهي لم تكن باكثر من قمة بروتوكولية لم تأتي بجديد وهذا ماتجلى لنا من خلال الصمت وعدم صدور اي نتائج او توافقات علنية إنما تم الاكتفاء بصدور تصريح خجول من الجانبين بأن القمة والمحادثات كانت إيجابية... ولكن وحسب ماتسرب من معلومات فان انقرة في هذه القمة رقضت رفضا تاما طلبا واقتراحا روسيا بإخلاء وسحب نقاطها من بعض المناطق وبالتحديد من المنطقة الواقعة مابين سراقب وادلب.</p><p>لابل وزادت انقرة من نقاطها وتعزيز قوتها في المنطقة عموما لانها تعي تماما خطورة هذا الامر وان وراء هذا الطلب الروسي ماوراءه فمن خلال نظرة سريعة على خارطة السيطرات وبالتحليل العسكري نستطيع القول بأن موسكو تريد من خلال هذا الطلب تحقيق الغايات التكتيكية والمكتسبات والاهداف التالية : </p><p>1..تمكين النظام وميليشياته اذا بدأ اجتياح ادلب من احداث خرق طولاني من تلك الجبهة وعلى امتداد مجنبات طريق m4 </p><p>2.. الوصول إلى اريحا وجسر الشغور من خلال توسيع هذا الخرق على امتداد قطاع طريق m4 وهذا ميدانيا يعني اضعاف و فصل مناطق إدلب الواقعة جنوب هذا الطريق عن المناطق الواقعة شماله وبما فيها مناطق ريف حلب الغربي... </p><p>3.. ان الوصول إلى اريحا وجسر الشغور يعني تكتيكيا وميدانيا التضييق على إمداد ومناورة الفصائل في جبل الأكراد و تلال الكبينة في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي وتسريع حصارها... </p><p>4... تسريع الهجوم وتقليل خسائر النظام اذا فكر باحتياح قادم لجبل الزاوية وجبل شحشبو و مرتفعات وبلدات هذه المنطقة عموما </p><p>من طرف ميداني آخر فإن القصف المدفعي و الصاروخي المستمر للنظام والغارات الجوية الروسية الاجرامية على مناطق وبلدات جبل الزاوية تهدف الى </p><p>افراغ تلك المناطق من ساكنيها واجبارهم على النزوح خارجها باتجاه الحدود التركية املا فيما بعد باسقاط "جبل الزاوية الاستراتيجي وان تم له تحقيق هذا الهدف فهذا يعني ان النظام المجرم سيستطيع لاحقا أن يسقط ناريا كل المنطقة المحيطة به اعتبارا من الريف الجنوبي لإدلب ووصولها الي مناطق سهل الغاب</p><p> فمن المعروف ان هذا الجبل يضم قمم إستراتيجية مشرفة كقمة "جبل الأربعين" وقمة "النبي أيوب" قادرة على شلّ كل إدلب عسكرياً ومَن يستحوذ عليها سيكون صاحب الكلمة العسكرية العليا في المنطقة.. </p><p>ختاما.. أن التواجد العسكري التركي الكبير في إدلب بكل هذه القوات و الاعتدة التي ادخلتها والنقاط النارية القوية التي احدثتها واحاطت بها المناطق في إدلب ومحيطها كاحاطة السوار بالمعصم يعني انها لن تضحي بسهولة بأوراقها في إدلب </p><p> وخاصة انها تعي ان خسارة ادلب يعني عسكريا تهديد وجودها في منطقتي "درع الفرات" و"غصن الزيتون"، وبالتالي تقويض نفوذها العسكري في سوريا تدريجياً</p><p> و خسارة اي دور فاعل لها في اي مباحثات إقليمية ودولية على مستقبل سوريا السياسي</p><p><br></p>