دولة المهابيل والمجاذيب
<p><span style="color: rgb(247, 247, 247); background-color: rgb(231, 99, 99);">قاسيون ـ محمد أبو قيصر</span><br></p><p>في غمرة الأحزان التي تعيشها سوريا، تخرج علينا وزارة السياحة كل يوم بفكرة مشروع تصلح للبلدان التي تعاني من وفرة في الاستقرار، ولا يشغل بالها سوى كيفية إضفاء بعض الرتوش النهائية على الكماليات..
</p><p>ولا ندري إن كان مقصوداً من قبل النظام، أن تتواجد في أجهزته الحكومية وزارة بهذه المواصفات، لكن بحسب متابعتنا لأنشطتها، فهي ظلت خلال الفترة الماضية متوافقة مع مقام المناسبة، وأغلب مشاريعها كانت تتمحور حول القبور والأضرحة والاهتمام بشؤون "اللطامين" من "الأشقاء" الإيرانيين والعراقيين..
</p><p>لكن ما حدث مؤخراً أنها بدأت تخرج عن هذا النطاق، وراحت تطرح مشاريع وأفكار هجينة.. مثل إنشاء المنتجعات السياحية، وزيادة عدد المطاعم والملاهي الليلية.. وكان آخر هذه الأفكار، إنشاء استراحات على طرق السفر السريعة، على نمط الاستراحات الأوروبية، وقامت بالتوجيه بتنفيذها مباشرة..!!
</p><p>سلوك وزارة السياحة مستهجن بالفعل ، لأن النظام عودنا بأن هناك شخص واحد فقط من يحمل هذه المواصفات، وهو شخص بشار الأسد ذاته.. الذي مارس منذ بداية الثورة أدوارا ، لا يفعلها ، إلا من يوصفون بالتعبير الشعبي بـ "أبناء الحرام" .. لكن هذا دليل على أن الرئيس يجلب لمساعدته ، من هم على شاكلته ، حيث أصبح معروفا في سوريا ، أنه لا مكان للشرفاء والعقلاء بها ، وأنها أصبحت موطن المجانين والمهابيل .
</p><p>ولتأكيد هذه الفكرة ، ما علينا إلا متابعة الاحتفالات التي قام بها النظام بمناسبة فوز بشار بما يسمى بالانتخابات الرئاسية .. فهذه المرة لم يعد يشترط النظام على مسؤوليه أن يكونوا مهابيلا ، وإنما الشعب كله يجب أن يكون أهبلا .. من أجل أن تبدو صورة "السيد" الرئيس عادية ، وسط كل هذا الجنون ..
</p><p><br></p>